فتعقيباً حول ما نشر وينشر في الجزيرة عن العيد أقول إن العيد فرحة وفرصة لإذابة الخلافات والإشكالات التي تؤرق الأسر والأصدقاء ولا شك أنه كلما زاد تنوع بيئات المحيطين بأي أسرة في أي مجتمع زاد تنوع الأفكار والسلوكات والدوافع ولو توافقت في جزء منها اختلفت في جزء آخر وهذا يعد في الحسبان فاختلاف البيئة يولد تصادماً في الأفكار والرؤى تجاه أي قضية ولا غضاضة في ذلك والاتساق والتنافر دائماً في شد وجذب لإثبات الوجود تارة ولإظهار الذات تارة أخرى وأسباب أخرى كثيرة لكن عندما يكون الاختلاف بين الأقارب وتتطور المسائل إلى القطيعة فهذا ما يكون أثره أكبر خصوصاً لمن هم في بيئة واحدة لأنهم قد يجدون اختلافاً في بعض الأمور مراراً وتكراراً وخاصة ما يتعلق بالأمر والشركاء والتجارة والمال والذي يكون في المادة أكثر مجالات الخلاف وهنا فالمشكلة في عمقها تكون أشد وفي تداعياتها أوسع كون الأقارب يمثلون سلسلة واحدة وحلقة واحدة مترابطة تتأثر بما يفعله الواحد والإثنان في القرار الأسري الذي قد يمتد أثره من الأسرة إلى الجماعة فالعشيرة، وهكذا مما يوجد مساحة أكبر للتآخذ في الرد والقبول الجماعي الذي يهم العدد الأكبر منهم والمعضلة الأكبر هو إمتداد الخلاف بين الفردين في الأسرة لتتسع دائرته إلى كافة الجماعة وتبدأ الآراء في الظهور بين معارض ومؤيد فتدخل الأسر في نفق من الخلافات قد تمتد إلى أجيال أخرى كثيرة بعدهم وهم لا حول لهم ولا قوة.
فليحرص كبار السن دائماً على تضييق دائرة الخلافات والتسامي بالتسامح من أجل أبنائهم وبناتهم في قادم الأيام.. إن العيد فرحة وفرصة لتجاهل الأخطاء والبدء من جديد ومن منا لا يخطأ فيجب أن لا نحمل الآخرين ما لا يطيقون.
محمد بن سعود الزويد - الرياض