استفزني كما استفز غيري مجموعة من «الفلكيين» الذين هجموا علينا قُبيل دخول (الشهر الفضيل) وتناثرت تنبؤاتهم المُرجفة والمُخيفة هنا وهناك والتي هي للأسف كانت «غير صادقة» بنسبة 100%، حيث لم يتحقق منها أي شيء ولله الحمد..!
فعبر صحيفة «الجزيرة» والعديد من المواقع الإلكترونية فاجأنا مجموعة من الفلكيين بتبؤاتهم وتوقعاتهم غير «السديدة» مما جعلنا في حيرة من أمرنا وفي خوف شديد من «الحرارة» العالية التي ستتزامن مع أيام شهر رمضان المبارك لهذا العام 1433هـ - 2012م، فقد خرج علينا أحد الفلكيين المشهورين في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقال قبل عشرة أيام من دخول شهر رمضان إن «الحرارة» ستصل في رمضان إلى 60 درجة مئوية، وقال إن منطقة «نجد» وعلى وجه التحديد العاصمة الرياض وأطرافاً من المنطقة الشرقية والخليج العربي ستشهد حرارة عالية في أواخر شهر «يوليو» وأوائل شهر «أغسطس» تتراوح بين 55 إلى 60 درجة مئوية وسوف يؤثّر ذلك على الصائمين بدرجة كبيرة لم يعهدوها من قبل!
زامن هذا «التنبؤ» المروّع من هذا الفلكي رأي فلكي آخر من دولة الكويت، حيث شدَّد على أن درجات الحرارة ستكون في أعلى مستوياتها في دول الخليج العربي صيف هذا العام، وخصَّ الكويت والرياض بأنهما ستشهدان درجات حرارة لم تشهداها منذ 50 عاماً!
هذا الرأي الثنائي من الفلكي الإماراتي والكويتي أكد و «بصَّم» عليه الفلكي السعودي الدكتور خالد الزعاق، بل صادق عليه وتضامن مع «الاثنين»، مؤكّداً أن درجات الحرارة ستتراوح بين الـ55 والـ60 درجة في أيام شهر رمضان المبارك هذا العام والذي تتزامن معظم أيامه مع شهر أغسطس أو ما يُسمى بـ»آب اللهاب» عند العرب..!
والآن وقد شارف الشهر الكريم على الرحيل وعشنا أيامه الجميلة بسرعة البرق فإن الواقع يقول إن كل توقّعات الفلكيين الثلاثة (خابت) ولم تصدق، ولن أقول لهم على غرار (كذب المنجمون ولو صدقوا)..! بل أقول لهم (خابت توقّعاتكم أيها الفليكون.. ولو صدقتم أحياناً)، فدرجة الحرارة ولله الحمد طول أيام شهر رمضان في الرياض تراوحت بين 44 و48 درجة نهاراً وفي منتصف (الثلاثينيات) ليلاً ولم نشاهد (الخمسينات) التي ذكرتم ولن نصدقكم إذاً مرة أخرى مهما كان توقّعكم!
أمر آخر بسيط أختم به هذا الرأي المتواضع وهو الإصرار العجيب، من طرف «الزعاق» الذي خالف ورفض عبر قناة (الجزيرة) الفضائية دخول شهر رمضان مساء الخميس ليل الجمعة، مؤكداً أنه من المستحيل مشاهدة ورؤية الهلال في ليلة الجمعة وأن بداية رمضان ستكون يوم السبت وليس يوم الجمعة، كما أكدته الرؤية من الإخوة في منطقة سدير، حيث صمنا في ذلك اليوم..!
إذاًَ الفلكي الزعاق أخفق مرتين.. المرة الأولى كان في توقعاته التي ذهبت سدى حول درجات الحرارة التي تشهدها بعض مناطق المملكة في صيف هذا العام وبالتحديد في شهر رمضان.
أما الإخفاق الآخر فقد كان في توقّعاته بدخول شهر رمضان، والغريب في الأمر أن فلكينا (الجهبذ) الزعاق قد حمل كاميراته ومناظيره وجميع أنواع أجهزة الرؤية الليلية وحتى النهارية لرصد هلال رمضان في تلك الليلة التي رفض هو فيها دخول الشهر لاستحالة رؤية الهلال - حسب حساباته - والغريب في الأمر أن الزعاق كان لا يبعد إلا أمتاراً قليلة ممن شاهدوا الهلال بالعين «المجردة» وكل ما أقول خيرها في غيرها في السنوات القادمة وكفاية هجوم على أصحاب «العيون» التي ألغت حساباتك يا خالد.
عبدالله الكثيري