تشرفتُ أن كُلِّفتُ بإنتاج حلقات برنامج (معاً ضد الفساد)، وهو شعار (الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد - نزاهة)، ومما أثلج صدري أنني وجدت تجاوباً كبيراً من أكبر الشخصيات وأهمها للمشاركة في حلقات البرنامج العشرين والتي عرضت خلال شهر رمضان المبارك على إحدى القنوات الفضائية، ومما أسعدني أيضاً أن جميع من استضافتهم من علماء دين - أدباء ومثقفين - ورجال أمن - وباحثين - ورجال أعمال - وأساتذة جامعات - وأطباء - ومواطنين عاديين (من الجنسين)، جميعهم أقروا بوجود الفساد في العديد من الوزارات والإدارات الحكومية والشركات والبنوك وغيرها، من خلال آفات وظواهر مخيفة مثل (الرشوة - الوساطة - سرقة المال العام - تعثر المشاريع.. والكثير.. الكثير). وبهذا الاعتراف العام، أقر الجميع أن قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله - حفظه الله- بإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة» جاء في وقته الملائم لمكافحة الفساد بأنواعه.

لقد استطاع برنامج (معاً ضد الفساد) والذي استضاف في حلقاته الأولى رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة» الأستاذ محمد عبدالله الشريف والذي تحدث بكل شفافية ومصداقية ومنطقية، كذلك تم استضافة نوابه ومعاونيه في الهيئة مثل الدكتور موسى العويس والأستاذ صالح الشوريخ والدكتور سالم بن مبارك الفرحان والأستاذ محمد بن لؤي وغيرهم، كما استضاف البرنامج كلاً من الدكتور ناصر آل - تويم (جمعية حماية المستهلك) والدكتور مفلح القحطاني (الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان) والدكتور محمد بن راشد اليمني (وزارة الصحة) والدكتور عبدالله العمرو (مدينة الملك فهد الطبية) والشيخ عبدالمحسن الحكير والدكتور محمد العوين.. والكثير الكثير.

وقد تركزت محاور حلقات البرنامج على المصداقية والشفافية والولاء للوطن، كما كانت تحمل المزيد من الاقتراحات والملاحظات وحتى الانتقادات البناءة.

ولأنكم جميعاً معنا (ضد الفساد)، فإن أبواب الهيئة مفتوحة لتقبل بلاغاتكم وملاحظاتكم وأخذها في الاعتبار، وهي مساهمة منكم لجهود الهيئة والمخلصين من أبناء الوطن.

من التوصيات التي خرجنا بها بعد انتهاء حلقات البرنامج وقدمها الضيوف هي:

1- اقترح أحدهم في تسهيل طريقة الإبلاغ عن الفساد وتقديم مكافأة مجزيه للمبلغين الصادقين.

2- اقترح غيرهم أن الترغيب مهم والترهيب لا يقل أهمية منه، لذلك فالتشديد في العقوبات على المفسدين والتشهير بهم في كل المحافل ومن خلال وسائل الإعلام.

3- زرع القيم والأخلاق الحميدة في أبنائنا في البيوت والمدارس، وهذا يجب معه زرع القيم في المناهج التعليمية، والتأكيد عليها من خلال المعلمين، والقدوة الصالحة - والقنوات التلفازية.

4- بناء جسر من الشفافية والصراحة والمصداقية بين الهيئة وبين جميع وسائل الإعلام (التقليدي والحديث).

وهناك مقترحات وملاحظات وحتى انتقادات، والسؤال الذي طرحته على المشاركين في البرنامج: «نحن لا نريد أقوالاً وكلمات وعبارات ومقالات تكتب وتنتقد مهمات الهيئة وغيرها من الوزارات، ولكن نريد (أفعالاً) لدعم الدور الوطني الذي تقوم به الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.. فهل أنتم مستعدون لنكون سوياً ضد الفساد»؟