مهما حاولنا أن نبث من حملات توعية، لنحذر فيها من المفرقعات النارية التي يفتتن بها الأطفال أثناء أيام وليالي العيد، فإن كل ما نكتبه يذهب أدراج الرياح. وفي كل عيد، نشهد أنواعاً جديدة من المفرقعات، تكون أخطر من أنواع السنة الفائتة.
إلى من سنوجه تهمة إدخال هذه المفرقعات؟!
هذا السؤال هو الأخطر. ولعل هيئة مكافحة الفساد، تدخل في هذا الصراع السنوي، وتنجح في الوصول إلى أول الخيط، الخيط الذي تبدأ فيه المفرقعات بالدخول للمملكة. وأنا حين أقول بأنها تدخل للمملكة، فلأنكم تعرفون كما أعرف، بأنها ليست من صنع محلي، بل هي مصنعة في الخارج، ويتم تصديرها لنا، في عبوات أو حاويات.
إن من السهولة رصد مسار دخول المفرقعات، والرفع لأعلى سلطة في الأمن الداخلي، للتدخل بمتابعة هؤلاء التجار، وإيقاف عمليات استيرادهم لهذا الخطر القاتل، الذي يروح ضحيته أعين وأصابع وجلود، وأحياناً أرواح عدد لا يستهان به من أطفالنا. ومهما كانت قوة ذلك المتنفذ، الذي يستفيد مادياً من تجارة المفرقعات، فإنه لن يكون أهم من حياة أطفالنا، التي تهددها هذه التجارة، كل موسم فرح، كل عيد.
* من العايدين.