السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد:
إشارة إلى رسم الأخ الماضي للكاريكاتير في صحيفة الجزيرة عدد 14554 في 15-5-1433هـ الذي رسم رجلاً حالته رثة يجمع أموالاً خيالية جداً ويقول: (علينا دية 44 مليون ريال الفزعة لا هنت) ويرد عليه رجل بكل عقلانية (والله ما صارت دية هذه تجارة) صدق بهذا الرد.
تأتينا رسائل بالجوالات من كل مكان من مملكتنا الغالية تحث وتطلب من الجميع المشاركة في الخير مستدلين لذلك بالآليات القرآنية والأحاديث الشريفة عن النبي صلى الله عليه وسلم صحيح أنها فيها أجر كبير عند الله، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، لكن لا أعتقد بهذه المبالغ الضخمة واستعطاف عواطف الناس.
الدية معروفة ومحددة بيّنها لنا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم مائة من الإبل وذكر بعض الفقهاء إذا غلت الإبل أخذ بغيرها كما نقل رواية في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
الذي أريد أن أصل إليه في هذا المقال ألا توجد آلية في تحديد قيمة الدية وعدم المطالبة بالزيادة على ما حدده الشرع وهل المال بهذه القيمة العالية سيعوض دم القتيل لا أعتقد؟
إذن نصيحة للجميع لنرضى بما حدده ديننا الحنيف ونرفض الجشع وحب المال الزائد ولا ننسى أن في ذلك مصلحة إن شاء الله للجميع حتى لا يثقل كاهل أهل القاتل الذين في الغالب لا يجدون هذه المبالغ ويقومون بجمع التبرعات عن طريق الوسائل الحديثة وغيرها لشحذ همم الناس.
وأخيراً نصيحة لنا جميعاً هي قول الله سبحانه وتعالى الآية 40 من سورى الشورى {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} الله أكبر إذا كان الأجر من الله محفوظ لنا يوم القيامة لا يضيع أبدا فمن نرجو بعد ذلك سبحانك ربي ما أعظمك وما أعظم الجزاء عندك.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى..
إبراهيم بن عبدالعزيز السكيتي