ذل البقاء
إن كنت جائعاً أيها الصغير المشرد، فلا تكثر من محاولاتك البكاء من أجل أن تستميل القلوب والجيوب، ولا تهرول وراء كل سيدة تتوسم فيها نفح عطاء أو هبة.
وحدها الفاقة من تصنع منك عصامياً تخلد سيرتك ذاكرة الخبز، والقوت اليسير، ذلك الذي يذيب تضورك جوعاً لتنبت لك أحلاماً جديدة قد تطيل أمد بقائك.
الأيام الشقية تنتظرك دائماً، وشبح المجاعة يخيم على عوالمك، فلا شيء غير وعد يسبغ من كرمه عليك.
لوحة أليمة
في المدن يتخطفنا الموت وكأننا في حقل طيور تتعقبها رمية مخاتلة، فلا شيء يعصمك من طوفان هذا الشارع الهادر إن حاولت أن تسير بهواجس متشابكة.
ستدفع هذه الشقية عمرها ثمناً لمخاطرة حينما تداوم عبور طريق (المائة) بلا وجل، رغم أنها تكثر الشرود.
جراحات وجد
لكي تنجو من غائلة العتمة في هذه القرية التي تفقد هويتها تماماً، فبعد أن يلوذ القمر في محاقه أوقد نار الصبر في فؤادك، وتداوى من جرحات وجدك اللاعج..
فلا قمر يمكن أن تأنس فيه إذ ما غادرت الأهلة هيبتها بلا رجعة.
وصية العابر
اهبط متى ما أردت، فإن شئت أن تستقر في المدن فصاحب العابر الذي يتوجس من أهلها، ولا تلوي على شيء مما يفعله أهلها المدربون دائماً على الإيقاع بالغرباء والعابرين.
قتلها لا يكفي
مزيج من جذل طاغٍ، وفرح شائق تلبسني حينما فرغت من قتل (الأفعى القصيرة) رميت العصا آمناً.. لكنني وبعد أن غادرت سحابات الفرح أفقي أدركت أنني تخلصت من شريرة السريرة، ولم أتخلص من رعبي المترسب منذ أمد.
سعد العتيقي