طفلة..
جميلة كما الدنيا
تسير بين بحر وجبل
تغازل شجرة فل.. يتوسد جدائلها عذق كادي
تتخطر بعود ريحان..
ترجف الأرض تحت قدميها النحيلتين حين تسير على أغصان حناء..
تحملهما ساقان نحيلان مربوط أسفلهما خلخال
تسمع له نغمة مموسقة مدوزنة على وقع خطوها
المتمايل دلالاً وتيهاً
فستان مزركش بألوان من طيوف بحر تهامي
شال مخضَب بالقصب... ولمعة ألماس
ترتدي إكليلاً من البياض..
تباهي به الزمان
عينان من نور وفيروز
سبحان مبدع استدارتهما
فمُ مطيَبُ كعنقود يتدلى من عرائش عناب
جسد ناحل ... وسمار كلوحة التحام الليل بالنهار
زاكية كرائحة فنجان قهوة قِشر... معطر بالزعفران
مورقة كعشبة عطر
يضوع عبيرها أرجاء المكان
يدوخ فيه الزمان
تدور على الدنيا خمائل شوق وفيافي التقاء
تسكب في أحداق الدنيا رحيق ورود وماء أغدقته غيمتان
تعبق كعطر خابية غاب عنها الزمان... واكتشفها الزمان
جنوبية
تلك الطفلة الحلم.. ومرافئ تتكسر على أمواجها خطى الليل
فينبلج النهار..
“البستاني”
محمد الخضري