في هذه العشر الأواخر المباركة من شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، يرفع المسلمين أكفهم لخالقهم متضرعين إليه بالدعاء أن يتقبل قيامهم وصيامهم. ومن هذه العشر الأواخر (ليلة القدر) التي لا تدانيها في منزلتها وفضلها ليلة. قال الله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ، سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ .
من جانب آخر أُسطَّر أحرفي هذه من مكة المكرمة بجوار البيت الحرام، آملاً أن يكون وداعنا لهذا الشهر مقترناً بوداعنا جميعاً لكل تراكمات الخواطر غير المرغوب فيها ولتكن نسياً منسياً، وآملاً أن يتحاب الجميع في الله في رحلة هذه الدنيا العابرة، لأن في ذلك الأجر بإذن الله ومشيئته.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أُظلهم في ظلّي يوم لا ظِلَّ إلا ظلّي» رواه مسلم.
فنحن - شئنا أم أبينا - لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، ويجب ألا تقف الأخطاء الصغيرة بيننا كحواجز (أزلية لأن العمر يزول) فما بالك بما يتخلل هذا العمر من توابع محطاته، ولا يغيب عن كل ذي فطنة أن الكمال لله - سبحانه وتعالى - وليس من صفات البشر مهما علا شأن علمهم أو منزلتهم أو فضلهم أو مكانتهم في قلوبنا، فلنصفح عن المسيء على الصعيد الشخصي، ثم ليسأل كل منا نفسه: هل كل خطوات حياته ومواقفه ناصعة كالشمس؟ وهل كل منا قدوة للآخرين في كل شيء منذ بداية حياته - وهنا المفارقة - التي تتطلب إجابة نفيها الضمنية فتح صفحة جديدة مع الذات بشكل لا يقبل خداعها الذي يضرها ولا ينفعها.
وقفة لتركي بن حميد:
لاَ وَاحَلَى مع بَيْنَة الصبح باسفار
جذب الدلال وشب ضو المناره
في ربعةٍ ماهيب تحجب عن الجار
إليا حجب ولد الردي دون جاره
وأخير منها ركعتينٍ بالأسحار
لاطاب نوم اللي حياته خساره
abdulaziz-s-almoteb@hotmail.com