يلاحظ على تعليقات أهالي « تويتر» من إخوان السعودية ذلك الحماس اللامحدود لحكومة الإخوان المسلمين في أرض الكنانة، وهو حماس مفهوم، فقد انتظروا هذه اللحظة طويلا، كما أن لهم ولغيرهم الحق أن يحتفل كما يشاء، ولكن عليهم في غمرة هذا الحماس أن لا يحاولوا لي عنق الحقيقة بإيهام الناس بأن من لا يؤيد «جماعة الإخوان المسلمين» فهو بالتالي يعارض الحكم الإسلامي، أو بتعبير أدق يعارض «الإسلام»!، وقد لاحظنا أنهم ينعتون كل من ينتقد «الإخوان»، أو ينتقد الرئيس محمد مرسي بأنه ليبرالي أو علماني ينتقد «الإسلام»!، وقد قال بعضهم هذا علنا، ويبدو أنهم فعلا بدؤوا يفكرون بإعادة حكم الخلافة، بل بالغ بعضهم باستخدام عبارات مثل « الإمام» و»الوالي»، فما الذي يجري يا ترى؟!.
حركة « الإخوان المسلمين» حركة سياسية تأسست منذ أكثر من تسعين عاما على يد الشيخ حسن البنا، وهي تتسمى بالإسلام، ولكنها حركة براجماتية بامتياز، وأعضاؤها مسيسون حتى النخاع، ومن يتابع مسيرتها منذ إنشائها يعلم أنها كانت تنشد كرسي السلطة، وهذا حقها كحركة سياسية، ولكن ما ليس من حقها هو زعمها بأنها تحتكر الدين وتمثله، وأن غيرها من الحركات السياسية التي تعارضها تعتبر معارضة للدين!، أي أنها تعتبر كل من ينتقدها فهو معارض للإسلام بالضرورة، ومن هنا كان صدامها مع معظم حكومات الدول التي توجد بها. حسنا، دعونا نتابع مسيرة حكومات الإخوان في الدول العربية التي تسنموا قيادتها، ونرى إن كان سلوكهم السياسي يتوافق مع أدبياتهم؟، فقد كانوا يتهمون الحكومات السابقة بالتبعية للغرب، وما إن تسلموا زمام كرسي السلطة حتى قلبوا ظهر المجن لذلك، وزايدوا على الحكام السابقين فيما يتعلق بالعلاقة مع الغرب، فبعد أن قالت حكومة الإخوان المصرية إنها تتمنى من كل الأطراف ضبط النفس تعليقا على المناوشات بين حماس وإسرائيل!، قامت بهدم المعابر، وهو إجراء لم تتخذه حكومة مبارك!، وقبل هذا وذاك أكدوا للسيدة كلينتون حرصهم على الحفاظ على اتفاقية كامب ديفيد، وقد طارت من عندهم إلى تل أبيب لتبشر الإسرائيليين بذلك، فهل بعد ذلك سيزايد علينا أحد إن نحن انتقدنا حكومات الإخوان كما ننتقد أي حكومة أخرى لا تتسمى بالإسلام؟!، أتمنى أن لا يكون ذاك.
ahmad.alfarraj@hotmail.comتويتر @alfarraj2