لقد أظلنا شهر كريم وموسم عظيم يعظم الله فيه الأجر ويجزل فيه العطاء، إنه شهر الخيرات والبركات شهر المنح والأعطيات، إنه شهر الصدقة والإحسان شهر الجود والعطاء، فلقد كان رسولنا الكريم أجود ما يكون في رمضان كما في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجودَ الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان»، والصدقة في رمضان تعدل سبعين ضعفا فيما سواه كما ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - والصدقة دواء للأمراض البدنية كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «داووا مرضاكم بالصدقة» يقول ابن شقيق: سمعت ابن المبارك وسأله رجل عن قرحةٍ خرجت في ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع به، فقال: اذهب فاحفر بئرًا في مكان حاجة إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ. كما أن الصدقة دواء للأمراض القلبية، كما في قوله -صلى الله عليه وسلم- لمن شكا إليه قسوة قلبه: «إذا أردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم» (رواه أحمد)، لذا علينا في هذه الأيام المباركة زيادة العطايا وبذل الصدقات، فكم من محتاج عفيف يصارع الفقر والجوع والحرمان وينتظر يدا حانية تمسح دمعته وتقيل عثرته وتسد رمقه بما تجود في هذا الشهر الكريم، كما أن هناك الكثير من الجمعيات الخيرية التي تحوي بين دفة سجلاتها المئات من الفقراء والمساكين والمرضى والمحتاجين وتحتاج إلى مد العون والمساعدة لتفي باحتياجاتها ودعمها للمحتاجين، كما أنه يجب علينا تحري المحتاجين للصدقة فعلا من خلال التعرف عليهم من أئمة المساجد والجمعيات الخيرية والبعد عن إعطائها لمن يتسولون في الشوارع والأسواق أو المساجد، فهؤلاء أشخاص غير محتاجين ومعظمهم يأتون ينتمي إلى عصابات منظمة هدفها الإساءة لنا ولبلادنا، وفقني الله وإياكم لما فيه الخير وجعلنا من المقبولين في هذا الشهر الكريم.
حمود دخيل العتيبي - الرياض
Homod7@hotmail.com