في الوقت الذي تَعرِض فيه التليفزيونات والمحطات العربية مسلسل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الذي يكشف عن فتوحات عمر وانتصارات جيوشه في أراضي الإمبراطوريتين فارس في إيران, وبيزنطة في سورية وبلاد الشام, انتصارات المسلمين على الفرس في الحيرة والمدائن وابلة (البصرة) وارض السواد وصحراء القادسية والسماوة وصفوان في العراق, وبلاد الجبال ساسان وفارس وخرسان في إيران, وكذلك انتصارات المسلمين في معارك اليرموك وحمص ودمشق وحلب والقدس (بيت المقدس) في بلاد الشام، في هذا الوقت نجد بشار الأسد يمطر حلب وحمص وريف دمشق والحسكا ودير الزور بالقنابل والصواريخ بالطائرات الحربية والمروحية يمطرهم بالشبيحة والقتلة والمجرمين.
صور متضادة من انتصار الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وهو يحرك الجيوش العربية لهزيمة أقوى إمبراطوريتين في تلك الفترة، يحارب عمر والمسلمون على جبهتين مختلفتين وفي وقت واحد معركة الحيرة وفتح العراق بالتزامن مع فتوحات الشام في حمص وحلب ودمشق، يقابل تلك الصورة المشعة والناصعة, الدمار الذي يلحقه بشار الأسد وشبيحته في حلب وحمص ودير الزور.
مفارقة عجيبة ومصادفة مذهلة، العالم العربي والإسلامـي يســترجــع تاريخ عمر بن الخطاب في مسلسل وثائقي وسرد تاريخي لحقبـة مـن تاريخ الإسلام المبكر لقائد ملهم قاد جيوش العرب لكسر فارس التي تطوق الشرق العربي وخليج وبحر العرب تطوق البر والبحر من مضيق هرمز جنوبا وحتى شط العرب شمالا وتسيطر على معظم سواحل عمان واليمن. وبيزنطة وريثة روما تطبق على معظم دول شرق البحر الأبيض المتوسط وتسيطر على خرائط وطرق العالم القديم في الشام والشمال الإفريقي, في حين يأتي السرد الحالي بهجوم الجيش السوري الذي ينظر إليه أنه جيش الصمود والتصدي وجيش دول المواجهة وجيش الممانعة، يأتي هذا الجيش بكل عتاده وأسلحته لضرب مدنه في حلب المحاصرة وحمص الصابرة وريف دمشق الصامد وشرقي سورية دير الزور المدمر. صورة لا يمكن تصديقها، جيوش عمر بن الخطاب جاءت من كل بقاع الجزيرة العربية واليمن لتحرير وفك اسر وقيد بلاد الشام والعراق، ويقابل ذلك جيوش بشار الأسد تدمر سورية أمام صمت وسكوت العالم الحر والحقوقي.