1- هل يمكن للمجتمع أن يتسرطن ويُقْضَى عليه كما يقضي السرطان على الجسد؟.. وهل يمكن للخلايا الاجتماعية أن تصاب بالداء الخبيث في تصرفاتها ومفاهيمها وقيمها فتدمرها كما تفعل الخلايا السرطانية بالجسم؟.. ثم هل هناك مظاهر أو أعراض اجتماعية توحي بمثل هذا التحول المدمر؟.. وهل يمكن التشخيص المبكر لهذه التحولات الخبيثة؟.. وهل لدينا مراكز الأبحاث الاجتماعية التي يمكن أن تطور العلاجات الاجتماعية اللازمة من أجل مكافحة هذا المرض الخبيث؟.. ثم هل يموت المجتمع.. وكيف يكون ذلك؟.
2- في المجتمعات المغيبة.. التي فقدت القدرة على الاحتجاج بسبب الخوف من القمع.. يسهل على العامة الاتجاه إلى تدين العجائز البريء الساذج.. وتحت ظل المرارة التي يتجرعها فرد تلك المجتمعات يبدو مغرياً الانضمام إلى حزب الكراهية.. وفي غيبة المعرفة نتيجة قلة التعليم والعزوف عن القراءة بات التسليم بقوى الغيب القادرة على التغيير من دون جهد أو كفاح هي الحالة المهيمنة على الفكر السائد.. فتم تسليم المصير إلى الأفاقين وقراصنة الحياة.. فازدهرت فضائيات السحر وتفسير الأحلام والسياسة والرياضة والفن الهابط.
3- الفرد هو المكون الأساسي للجموع.. وكما أن للفرد مستوى معيشة ومستوى علم ومستوى عقل ومستوى مهارة.. إلخ.. فالمجتمع كله له مستوى معيشة ومستوى علم ومستوى عقل ومستوى مهارة.. إلخ.. أي أن العقل الجمعي بذكائه وغبائه وجهله وعلمه وحدود انطلاقه وحريته تماماً كما المفرد بل هو المحصلة الكلية لكل أفراد المجتمع.
4- المجتمعات بتجاربها المتراكمة ونموها وصعودها درجات في سلم الحضارة يمكن أن يتم تنكيسها من خلال إغلاق منافذ التفكير في المجتمع لفترة جيل أو جيلين حتى يعود إلى نقطة البداية.. ويمكن للمجتمع أن ينعتق ويخرج من رماد الأزمة أقوى وأشد عوداً وتجربة لو هيأ الله له كوادر متفوقة تقود حالات التشخيص والتخطيط والبناء والحماية والإبداع.. هذه الكوادر لا يمكن تجميعها وانطلاقها في توجيه المجتمع وتسييره إلا بتعاون وتكاتف القطاع الحكومي والقطاع الخاص وقطاعات النفع العام.