توقيع خادم الحرمين على النسخة الجديدة من جريدة مكة التي ستصدر بعد أوائل شوال بإذن الله، هو حدث مهم في تاريخ الصحافة السعودية ومباركة لجهد كل وسائل الإعلام وتوثيق لقيمتها في التنمية والتنوير وتقدير لدورها الهام في مساندة الدولة في ترسيخ الهوية الدينية، ونشر القيم الوطنية، وتبنِّي الأفكار المدنية الحديثة، للمضي بهذا المجتمع إلى مرافئ الأمن والرخاء.
وتجد الصحيفة الجديدة دعماً مباشراً من مقام خادم الحرمين - حفظه الله - تقديراً لماضي صحيفة الندوة وسعياً لمستقبل حافل لصحيفة مكة التي وجَّه مجلس إدارتها لتسميتها بهذا الاسم المبارك، وفق ما صرّح به رئيس مجلس إدارتها الشيخ صالح كامل.
وجريدة مكة التي ستنضم إلى السوق السعودي، هي لاشك تقوم على إرث تاريخي كبير أوله هذا الاسم النوراني المضيء، حيث بكة خير بقاع الأرض مهبط الوحي ومنبع الرسالة.
جريدة مكة ستنطلق وهي تستند على إرث الصحيفة التي تُعَد علامة بارزة في تاريخ نشوء الصحافة السعودية، وهي جريدة الندوة التي « صدرت عن دار الندوة للطباعة والنشر، في مكة المكرمة لأول مرة يوم الأربعاء 26 فبراير من عام1958، وبرغم أنّ صاحب الامتياز أحمد السباعي تملّك ترخيص صحيفة يومية، إلاّ أنها صدرت مؤقتاً بصفة أسبوعية، ثم بدأ إيقاعها يتسارع بإصدار عددين، ثم ثلاثة، في الأسبوع، وبعد أحد عشر شهراً توقّفت الندوة للمرة الأولى في تاريخها في 18 يناير - كانون الأول من عام 1959.»
ثم اندمجت مع صحيفة حراء وما لبث صالح محمد جمال أن أصبح المالك الوحيد لها حين اشترى حصة شريكه الأستاذ أحمد السباعي.
و»في 13 يناير من عام 1964 صدر مرسوم ملكي بإلغاء صحافة الأفراد، حيث أعلن المرسوم نظام المؤسسات الصحفية الأهلية، فنشأت بهذا النظام ثماني مؤسسات صحفية، إحداها أصبحت «مؤسسة مكة للطباعة والإعلام» التي نشأت في 9 مارس من عام 1964م، بمجلس إدارة مكوّن من عشرين عضواً، وصدرت الجريدة التي بات ترخيصها ملكاً للمؤسسة الجديدة، في الرابع عشر من مارس من العام نفسه لتكون الجريدة الوحيدة الصادرة في مكة المكرمة».
تختفي اليوم جريدة الندوة التي لم تستطع أن تنهض من كبواتها لكنها لن تختفي من تاريخنا الإعلامي، وثمة شمس جديدة نتحيّن إشراقها هي شمس جريدة مكة، فأهلاً وسهلاً بجريدة مكة بيننا، كل الدعوات بأن تكون فارسة تزاحم على المقدمة مع أخواتها الصحف السعودية.
f.f.alotaibi@hotmail.comTwitter @OFatemah