فاصلة:
(ظلم يرتكب بحق هو خطر على الجميع)
- حكمة لاتينية -
في بلدي يحدث أن تموت أسرة ليس بسبب كارثة تهدّد حياة إنسان مثل حريق في المنزل إنما بسبب التأخر في إنقاذ أرواح بريئة ماتت بسبب الاختناق بالدخان.
نعم، يحدث أن يموت أربعة أطفال ووالدتهم لأنّ الدفاع المدني لم يستطع أن ينقذهم، حيث لا يملك التجهيزات المناسبة أو التأهيل والتدريب الكافي فلا يستطيع الصعود بسلالم سياراته إلى نوافذ الطابق الثاني ولا يملك منشاراً كهربائياً يقص به الشبك الحديدي الموضوع على النوافذ.
نعم، يحدث أن يكون رجال الدفاع المدني المأمونون على أرواح الناس غير مدربين أو مؤهلين لهكذا مهمّات ولذلك يمكن أن لا يتوفر أكسجين في أسطوانات الأوكسجين المجلوبة، أو أن آلة استخراجه تكون معطّلة!
ويحدث في بلدي أن تتوقف مسئولية رجال الدفاع المدني عند الإنقاذ فلا يتم توعية المجتمع بكيفية التعامل مع الكوارث ولذلك من النادر أن تجد طفاية حريق في منازلنا ولم يحدث في مدرسة أو جامعة مثلاً أن تمت تجربة الإخلاء من المبنى بإنذار تجريبي كاذب كما يحدث في البلدان المتحضرة.
ولأنها بلدي فوفاة أسرة لا تمثّل شيئاً سهلاً وسوف تكشف الأيام القادمة مسئولية جهاز الدفاع المدني ليست المتمثلة في اعترافه بقصوره عبر وسائل الإعلام فقط كأدنى رد فعل يمتص به غضب الناس، بل مسئوليته في جاهزية وتدريب كوادره لأن دوره الإنساني يمتد إلى أبعد من مجرد عملية إنقاذ روح إنسانية.
ولأنها بلدي فلن يقوم الإعلام بالتحدث عن جهود الدفاع المدني الحثيثة بدلاً من نشر الحقيقة التي تقتضي مواجهتها ومعاقبة المخطئ حتى لا ننتظر كوارث إنسانية أخرى.
nahedsb@hotmail.com