إن من أخطر الناس على الناس أصحاب الذمم الرخيصة الذين يبيعون ذممهم بأعلى الأثمان أو أرخصها لأنهم قد أماتوا ضمائرهم فما عادوا يشعرون برحمة ولا شفقة ولا عادوا يبالون بمآسي من يسيئون إليهم. فئة جامدة المشاعر همها أن تحصل على المال من أي مصدر كان ومن هنا أتت خطورة هذه الفئة على الأفراد والمجتمعات فهي ظالمة طاغية لأنها تبيع ذمتها للظلمة والطغاة الذين يتلذذون بقتل الناس وإهدار دمائهم وأموالهم، وهي مفسدة مخرّبة لأنها تبيع ذمتها للمفسدين المخرّبين الذين يبنون حياتهم الزائفة على إفساد حياة الناس وأخلاقهم وأديانهم، وذلك هو شأن المخرّب يسعى إلى نشر الفساد وإشاعة الفاحشة لأنه لا يستطيع أن يعيش إلا في مجتمع فاسد.
يتناقل أصحاب الرأي في الشام أخباراً موثّقة عن سيئ الذكر رامي مخلوف أنه اشترى بالمال ذمم القادة الروس وهو مال طائل يتناسب مع مستوى الخدمة العظيمة التي تقدّمها الدولة الروسية الدموية لبشار وعصابته.
إنها كارثة إنسانية كبرى يصنعها النظام السوري المتهاوي في بلاد الشام الحبيبة ويزيد هذه الكارثة ضخامة أنها تموّل من مال الشعب السوري المنهوب وهذا من أشد أنواع الظلم التي يتعرض لها الإنسان.
أية جريمة يرتكبها هذا الرامي بسهام غدره المسمومة في حق الشعب الروسي الصابر المثابر؟ إن هذه الجريمة الخلقية وحدها كافية لإدانة هذه الأنظمة القائمة على مصادرة حقوق الناس وإهدار دمائهم وكرامتهم وأموالهم.
في قضية الشعب السوري دروس وعبر كثيرة، وفيها كشف لخبايا السياسة العالمية التي تتلوّن بصورة عجيبة وتكيل بمكاييل كثيرة متفاوتة في تعاملها مع القضايا والأحداث، وقد أصاب من سمى الأحداث الشامية بالفاضحة أو الكاشفة لأنها مزَّقت أقنعة كثيرة وأزالت حجباً كانت تخفي وجوه المجرمين المتظاهرين بالإنسانية والديمقراطية؛ أزالت الثورة السورية المجاهدة تلك الحجب فإذا باللصوص يظهرون أمام الناس لا يسترهم شيء.
الله سبحانه هو الملاذ في هذه الحوالك لأنه محيط بكل شيء، قادر على كل شيء.
إشارة...
إذا أمن العقوبة مستبد
تجاوز حده وبغى وتاها