|
دمشق - حلب - جدة - واشنطن - بكين - وكالات:
شهدت الأوضاع العسكرية في سورية أمس الاثنين تطورات نوعية ميدانية جديدة، خصوصاً بعد الأنباء التي تحدثت عن إسقاط أول مقاتلة سورية واقتحام القوات الأسدية حي سيف الدولة في حلب، رافقها حملة مداهمات واعتقالات في بعض أحياء دمشق مصحوبة بقصف طاول أيضاً بلدات ريف دمشق.
جاءت هذه التطورات عشية انطلاق أعمال الدورة الاستثنائية لقمة التضامن الإسلامي في مكة الذي خصص لبحث القضايا التي تعصف بالعالم الإسلامي وعلى رأسها الأزمة الحالية بسورية التي توصل اجتماعها التحضيري إلى تعليق عضوية سورية في المنظمة. فقد أوصى الاجتماع الوزاري التمهيدي للقمة الإسلامية في مكة المكرمة أمس بتعليق عضوية سورية في منظمة التعاون الإسلامي حسب ما أعلن الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان اوغلي مؤكداً للصحافيين من جدة أمس أنه (تم اعتماد (مشروع) القرار بالتوافق بالأغلبية المطلقة) للمشاركين في الاجتماع، لافتاً إلى انه (سوف يتم البت في هذا القرار من قبل القادة) في القمة.
يأتي هذا القرار متزامناً مع تصاعد الأزمة السورية ميدانياً, ففي الوقت الذي دخلت فيه قوات النظام السوري أقساماً من حي سيف الدولة بحلب، أعلن المتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر العقيد الطيار قاسم سعد الدين في بيان إسقاط طائرة ميغ بواسطة رشاش مضاد للطيران من طراز 14,5 في منطقة دير الزور. وأوضح سعد الدين ان (الطائرة التي تم إسقاطها في منطقة موحسن من نوع ميغ 23 ب ن). وفي حين ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها ان الطائرة سقطت في شرق البلاد واضطر الطيار إلى مغادرتها بسبب عطل أصابها بثت مجموعة ثائرة تسمي نفسها (لواء أحفاد محمد - كتيبة عثمان بن عفان) شريط فيديو على موقع يوتيوب لأسر الطيار وهو يقول (أنا العقيد الطيار الركن مفيد محمد سليمان. كلفنا بمهمة قصف مدينة موحسن). وتزامن ذلك مع اقتحام القوات النظامية اقتحام حي سيف الدولة في غرب المدينة.
واعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ان القوات النظامية السورية تمكنت أمس من التقدم داخل حي سيف الدولة في مدينة حلب ثاني الأحياء التي يسيطر عليها المعارضون في المدينة ويدخل إليه الجيش النظامي. وبحسب المرصد فقد اقتحمت القوات النظامية الحي بالدبابات واشتبكت مباشرة مع مقاتلين من الكتائب الثائرة. وتسعى القوات النظامية بحسب مصدر أمني في دمشق لوكالة فرانس برس للتقدم باتجاه حي السكري في جنوب مدينة حلب (المعقل الثاني للمسلحين في حلب).
وتواصلت في هذه الأثناء الانشقاقات في النظام السوري فمن جنيف أعلن المندوب السوري في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة داني بعاج أمس انشقاقه وانضمامه إلى المعارضة معتبراً انه لم يعد قادراً على مساعدة الشعب السوري من منصبه. وفي حين تتوارد أنباء عن عزم الصين دعوة أعضاء من المعارضة السورية قريباً أكدت وزارة الخارجية الصينية في بيان ان بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري ستزور الصين اليوم الثلاثاء لإجراء محادثات مع وزير الخارجية الصيني يانغ جايشي ومسؤولين آخرين.
وفي وقت سرت شائعات عن إمكان إعلان منطقة حظر جوي في سورية أعلنت الولايات المتحدة أمس أنها لا تستبعد أي خيار لضمان تنحي الأسد, وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني ان الرئيس وفريقه لا يستبعدون أي خيار في وقت نحاول إيجاد حل لانتقال سياسي في سورية مع جميع شركائنا والشعب السوري.