|
سارع العداء البريطاني محمد فرح إلى إهداء الذهبيتين اللتين أحرزهما في سباقي 5 آلاف م و10 آلاف م ضمن دورة الألعاب الأولمبية المقامة حالياً في لندن إلى التوأمين اللتين تنتظرهما عائلته علماً بأن زوجته ستلد في الأيام القليلة المقبلة. وحقق العداء الصومالي الأصل ثنائية تاريخية عندما أضاف أمس السبت ذهبية سباق 5 آلاف م إلى ميدالية من المعدن ذاته في سباق 10 آلاف م قبل أيام قليلة، وسط منافسة كينية وأثيوبية حامية الوطيس مسجلاً 66ر41ر13 دقيقة، متقدماً على الأثيوبي ديجين جبريميسكيل (98ر41ر13 د)، والكيني توماس بكيماي لونغوسيوا (36ر42ر13 د). وبات فرح سادس عداء في التاريخ يحرز الثنائية (5 آلاف م و10 آلاف م) في نسخة واحدة من الألعاب بعد التشيكي اميل زاتوبيك (1952) والسوفياتي سابقاً فلاديمير كوتس (1956) والفنلندي لارس فيرين (1972 و1976) والأثيوبي ميروتس ييفتر (1980) ومواطنه كينينيسا بيكيلي (2008).
ووضع فرح حداً لسيطرة العدائين الأفارقة على هذه المسافة في النسخات الأربع الأخيرة، أما آخر عداء غير إفريقي أحرز ذهبية سباق 5 آلاف م فهو الألماني ديتر باومان في برشلونة 1992. وكان فرح وضع أيضاً حداً لسيطرة العدائين الأفارقة على
سباق 10 آلاف م منذ أن توّج الإيطالي البرتو كوفا بطلاً عام 1984 في لوس انجليس، علماً بأن اللقب كان اختصاصاً أثيوبياً في النسخات الأربع الأخيرة، حيث تقاسم الفوز به الأسطورة هايله جبريسيلاسي ومواطنه كينينيسا بيكيلي. وقال فرح «إنه
أمر لا يصدق ولا أستطيع وصف مشاعري. كل رياضي يحلم بإحراز ميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية، أما أن أحرز ذهبيتين فصراحة لم أكن أتوقع ذلك». وأضاف «هاتان الذهبيتان سأقدمهما لابنتي اللتين لم تلدا بعد. سيتم هذا الأمر في أي لحظة». وكانت زوجة فرح وابنته البكر في الملعب يتابعان إنجازه. وكشف «منحني الجمهور حافزاً هائلاً، ومن دونه ربما لم يكن الأمر ممكناً، ربما لما تمكنت من دفع نفسي إلى التعملق إلى هذه الدرجة. كانت الهتافات صاخبة في الملعب كما لو أنها مباراة كرة قدم وشهدت تسجيل هدف». وتابع «في اللفة الأخيرة قلت في قرارة نفسي إنه يتعيّن علي المحافظة على الصدارة وأن لا أسمح لأحد بأن يتخطاني وأن أقف الآن إلى جانب عظماء المسافات الطويلة أمثال بيكيلي وفيرين وغيرهما فهذا الأمر أكثر من رائع بالنسبة لي». أما عن المستقبل فقال فرح «أريد المشاركة في الماراثون، لكن في الوقت الحالي سأستمر في سباق 5 آلاف م و10 آلاف لأن هناك المزيد من الميداليات أريد الظفر بها. وفي ما يتعلق بالألعاب الأولمبية المقبلة في ريو دي جانيرو فلا أستطيع التكهن ماذا سيحصل من الآن وحتى أربع سنوات». وكان أستاذ الرياضة في المدرسة ويدعى الن واتكينسون نصح فرح بالانتقال من ممارسة كرة القدم إلى ألعاب القوى وقاده إلى النادي المحلي قبل أن يتسلّمه المدرب الن ستوري. وتوج فرح أولاً بذهبية سباق 10 آلاف م ثم أحرز ذهبية سباق 5 آلاف م فنجح في تحقيق الثنائية التاريخية على أرضه وبين جمهوره ليكتب أسطورته الشخصية.