هل تدخل لعبة الإعلام الجديد؟؟
هل تعرف أنه عالم تتداخل فيه الحقيقة بالأكاذيب والأوهام والوجوه الملونة.
هل بإمكانك أن تتحمل ألف فكرة تنهال في هاتفك في الدقيقة وآلاف الأسماء الوهمية التي تباع وتشترى وقد تكون واحدا من الوهم الكبير والتويتات المتراشقة الملغمة الملفوفة بورق التراث أحيانا وبورق التحديث أحيانا أخر.
تقرأها وأنت في حيرة هل تصدق أصحابها أم هل هم كاذبون؟
هل هم يخططون لأمر ما، لبث فكرة ما، لإشغال الناس في شيء ما.
إنك في حيرة حقاً أمام اقتحام أفكار متنوعة لذاكرة هواتف أولادك ومن ثم ناحية عقولهم.
لاحظت أن ابني يقوم ويتركنا ونحن نشاهد مسلسل عمر؟
تركته يوما واثنين وثلاثة،ثم سألته لماذا؟
قال لا أريد مشاهدته، هي شبهة ولا أريد الاقتراب من الشبهات، العبارة الأخيرة تسعد قلب كل أم في العالم، لكن من يحدد الشبهات.
ومن قال: إن مشاهدة سرد تاريخي مجسد هي شبهة؟
إنه الإعلام الجديد الذي ينفتح علينا في هواتفنا ونحن في كل مكان وفي أبعد نقطة في العالم.
ذات ليلة في المسجد حين سلمت يمينا وشمالا أخذت الفتاة الشابة هاتفها وحين أضاءت الشاشة أطلت صورة الشيخ الفضائي تملأ الشاشة.
مازحتها قلت: هذي صورة الوالد؟ قالت هذا بركة هذا الشيخ فلان ما تعرفينه؟
وتذكرت أن فضيلته يصبح ويمسي ويطل على متابعيه كل ساعة زمان ويقول ياقرة عيني ويامهجة فؤادي!!!
الإعلام الجديد أشبه مايكون بغابة الذي يفترس خصومه ظهرا يفترسونه مساء وأسوأ مافيه إنه مهما اتخذ المشاركون فيه احتياطاتهم ليكونوا في مأمن من هذه الغابة فإنهم دائماً في موقع خطر فالتويتات الملفقة والتي تخرج بعناية وكأنها حقيقة والاقتطاع المنتقى لعبارة لتفسر حسب المراد والتركيز على موضوع ما أو شخص ما وتجييش الناس ضده هي سمات عامة لايمكن إنكارها.
وآخرها إعادة نشر تصريح لوزير هو أساسا يحتوي على خطأ مطبعي تم الاعتذار عنه في حينه ومضى عليه سنتان وإيهام الناس بأن هذا التصريح منشور في نفس اليوم.
يتضح من خلال هذه الواقعة ان الحسابات المليونية الوهمية لاتدار بيد أصحابها بل هي خاضعة لإدارة جهات إعلامية مسيسة وهذا يمثل تهديدا للأمن في حال استثمارها لبث شائعات تثير فتنا أو قلاقل.
الإعلام الجديد مناخ حر لابد من بث قيم الصدق والشفافية واستثماره في محاربة الفساد والفقر بكل مصداقية ودفع عجلة التنمية بصورة أسرع. ولعل مايقدمه الشباب من أفلام ومشاهد نقدية إصلاحية عبر قنوات اليوتيوب خيرا من خلافات التيارات عبر تويتر وإسقاطاتها.
f.f.alotaibi@hotmail.comTwitter @OFatemah