كما إن كنت طفلا يرضع..
أو فتى يركع...
فإنك مهما بلغت من العمر, من يديهما لا تشبع..
هما عصاتك التي تهش بها على أيامك..
يا لقوتك في وجودهما..
ويا لسعادتك بقربهما..
ويا لبركتك بدعائهما..
ويا لدفئك بمحضنهما..
ويا لأمانك بمسحهما كتفيك، ورأسك.. وخديك..
في مراحل عمرك من نهم الطفولة.., وغرة اليفاعة..، ونزق الشباب..
ووعي الشيخوخة..، وحكمة الكهولة.. وتقلبات ما بعد..
تكون، وتبقى أنت:
الطفل النهم لهما..، الراكن إليهما.., الفتٍيِّ بهما.., المدرك لهما.., الواعي بهما..
يداهما أمك، وأبيك..
تشتاق للمسة حب منهما..، لشد عضدك بهما.., للمِّك، وضمِّك ومواساتك..
فإن هما ممتدتان في قوة أو، وهن..
وإن هما توارتا مع الكفن..
فارفع يديك دعاء لهما..
وابذل تضرعا من أجلهما..
ولا تفترَّ في مزيد رفع، وتكرار طرق لأبواب ربك لهما..
دون أن تشعر أن يديك ملَّتا من الرفع، أو كلَّتا من الطرق..
فكم حملتاك يداهما وما ملتا.., ...وكم خدمتاك وما كلَّتا..
وكم واستاك بلمسة حب.., ودفء قلب.., وحنو جوف..، وهلع رحمة..، وقرب سند.., وأمان صدق..
وما تأخرتا عنك أبداً.. أبداً.. أبداً..
أمك، وأبوك، في كل مراحلك كن بهما حفيا.., ولهما وفيا.., وفيهما بارا صفيا..
تتشوق للمسة منهما.., وتبقى لك منهما عطورا تعبِّق وجدانك.., وتريح قلبك، وتنعش حسك..
يداهما مرقدك الآمن، وسلاحك الباتر.. ودرعك المتين.. ومفتاحك للجنان في الدنيا، والآخرة..
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855