ثورة التكنولوجيا ووسائل التواصل الحديثة فتحت باباً جديداً ووفرت سُبل اتصال أوسع، وساعدت على خفض التكاليف المالية وفواتير الهواتف.. ولكن.. رغم ما بدا لها من فوائد جمّة ومنافع كثيرة إلا أن هناك جانباً سلبياً وربما رغم أنه جانبٌ واحد مقارنة بالفوائد إلا أنه قد يغطي على هذه الفوائد! فالكل الآن يعلم أن WhatsApp وPP messenger لم تعد فقط وسائل للمحادثات وتبادل الأخبار، بل أكثر من ذلك لقد أصبحت الآن وسيلةً وعظيةً! يرسل عبرها أحكام وأحاديث وآيات وغيرها من أمور الدين..
هذا المنحنى الجديد والخطير في استخدام التقنيات قد يضر بالأمةِ أكثر مما ينفع! فها قد انتشرت كثير من الأحكام الجديدة والمنسوبة لفلان أو علان من الفقهاء، وبدأ التضييق في أحكام ديننا السمح الكريم، فذاك يرسل حكماً بأن فلاناً من الناس يقول لا يحتسب لك أجر قراءة القرآن إلا حين تحرّك شفتيك أثناء القراءة! وآخر يرسل أن علاناً قال المرأة التي تنزل إلى البحر زانية! ويطبق عليها حكم الزنى! والسبب أن البحر مذكر.. وأخرى تُرسل عن (جني العين) وهل سمعتم عن جني العين الذي يصيب الشخص المعيون؟! وتفسر أن القولون وآلام المفاصل وغيرها من الأمراض سببها هذا الجني اللعين، وكأن العلم والطب لم يفسر أسباب هذه المشاكل ويوجد لها علاجات.. والأدهى والأمر حين ظهر تداول الأحاديث فبدأت تنتشر الأحاديث المكذوبة والأحاديث الضعيفة وغير ذلك! وأصبح كل شخص مفتياً وعالماً يعطي الأحكام، حتى الأطفال! لم يعد للفتوى حرمتها السابقة ومكانتها فالكل أصبح يُدلِي بدلوه فيها، فيحرّم ما أُحل ويُحلَّ ما حرَّم!