من القضايا المهمة التي تناولتها ساحتا الحوار والإعلام في هذا الشهر الفضيل قضية ديات العفو عن المحكومين بالقصاص لثبوت تهمة القتل عليهم.. لم يغب عن أحد أن الديات المعلنة المطلوبة للعفو تصاعدت قيمتها المادية لتصل إلى ملايين الريالات بل عشرات الملايين.. وقد قام أهل الخير بتجميع بعضها لكي يتمكن أهل المحكوم عليهم بالقتل قصاصاً من تقديمها إلى أهل من قتلوا.
المؤسف أن أهل المجنى عليهم يصرون عليها ويضاعفونها.. والمال لن يعيد ميتاً إلى الحياة فهل هو عقاب أم تشفٍ خالص؟.. وقد أشار بعض المعلقين والمعترضين إلى أنه ربما اتفق الطرفان على اقتسام ما يجمع أو التشارك فيه.
المنطقي أن المال لن يعيد مفقوداً إلى الحياة وإنما يطلب من يفرض الدية شبه المستحيلة مزيداً من العنت على أهل القاتل..
ويتناسى الجميع أن العفو لوجه الله من شيم الكرام.. {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}..
وما أرى في هذا وفي تصاعد قيمة الديات المطلوبة إلى ما فوق عشرين بل ثلاثين مليون ريال تقوى بل عبثاً وتلاعباً بتيسير الدين ليصبح وسيلة للتكسب واستغلال كرم أهل القلوب الطيبة.
وأتخوف أن تنتشر هذه الممارسة الذميمة فتصبح وسيلة تكسُّب متقبلة كما تقبلنا الكثير من الأعراف والعادات اللا إسلامية ومررناها ضمن التابو المجتمعي ولا يمكن التساؤل عن مشروعية ممارسته.