العالم بكامله وصل إلى حافة الانهيار الأخلاقي مع ما يحدث في سورية، والضحايا دائماً من المسلمين فهم الهدف في سورية وفلسطين وفي جنوب شرق آسيا وأوروبا وفي شرقي إفريقيا، استهداف للدول الإسلامية والشعوب المسلمة, الاضطهاد دائماً يتم على الهوية والديانة, وقد يأتي وقت يكون فيه المسلم مطاردا ومستهدفا.
11 سبتمبر 2001م كان بداية تكشير الأسنان والأسلحة والأيدلوجيا ضد الإسلام، وتحت مظلة سبتمبر تجمعت القوى لمحاربة ما يسمى المد الإسلامي في أوروبا وشرق وجنوب شرق آسيا.. حتى 2011م بداية الربيع العربي اتهم الإسلام بأنه المحرك السلبي للثورات العربية وان الإسلام وليس الجماعات الإسلامية والطوائف المذهبية هي فاعل سلبي في الربيع العربي, ولم يصدق العالم أن الإسلام دين وعقيدة هو فاعل إيجابي وله دور يؤديه لضبط انفعالات الشعوب.
الملك عبد الله - حفظه الله - وفي وقت مبكر أعلن للعالم وخاطبهم بل قام بالزيارات المتعددة لإقناع قيادات ومفكري وساسة وزعماء العالم وقالها في أكثر من مناسبة عالمية إن الإسلام هو ضامن للاستقرار العالمي وعامل استقرار للشعوب والدول, وأن الإسلام أبطل كثيرا من الحروب المتوقعة في العالم القديم وفي التاريخ الحديث , وان القيم الإسلامية وأخلاقيات الدين كانت رادعة لاتباع هذا الدين من اعتداء أو اغتصاب حقوق أو تدمير الآخر.
اليوم يتنبه العالم من قادته ومنظماته الدولية مجلس الأمن والأمم المتحدة والحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي بعد حربين فاشلتين على العراق وأفغانستان وجعل الإسلام عدوا مشتركا - يتنبه - العالم ويفطن لزيارة الملك عبد الله لأمريكا وأوربا وآسيا الى أن تصادم الحضارات وحرب الأديان نظرية خاطئة واعتقاد فيه من الوهم الشيء الكثير وانه اختراع تاريخي قديم، فكلما فكر الغرب في غزو الشرق افتعل قضية الدين الإسلامي باعتباره عدوا ومحرضا للاعتداء على الآخرين.
التضامن الإسلامي الذي نادي له الملك عبد الله وطالب بعقده في شهر رمضان وفي العشر الأواخر منه وفي مكة المكرمة جوار بيت الله والحرم المكي أصبح مطلبا عالميا وليس عربيا وإسلاميا، لان العالم اكتشف أهمية دور الإسلام و المملكة والقيادة السعودية
في استقرار العالم حتى لا يجر العالم إلى حروب طويلة إما بالوكالة أو مباشرة بين الأقطاب والقوى التي اتضحت لها الحقيقة في أزمة سورية، حيث وقفت أمريكا وأوروبا مع الشعب السوري في حين وقفت روسيا والصين وإيران في خندق بشار الأسد.
التضامن الإسلامي هو أحد العوامل الذي سيعيد للعالم رشده ليس بالحلول السريعة والسحرية وإنما ليستعيد العالم المتناحر حقيقة الحروب في دول الربيع العربي بأن المزيد من الاستنزاف في الدول الإسلامية سيدفع بالمقابل استنزاف الدول الإسلامية، وبالتالي ستدفع دول أمريكا والغرب وشرق آسيا أثمانا غالية وخسائر سياسية واقتصادية.
الأمم المتحدة أدركت حجم وأهمية التضامن الإسلامي وانه لابد من ضابط لتلك الدول من خلال مواثيق الدول والإحساس بمسؤولياتها, وأن استفزاز تلك الشعوب بتصرفات إسرائيل والجماعات والمنظمات والسياسات المعادية للإسلام في أوروبا وبعض عواصم العالم إنما يوسعون دائرة اشتعال الربيع العربي (السلبي), هم يحركون قوى كامنة وخامدة ويدفعونها إلى ما يسمونه الفوضى الخلاقة أو التفكيك المنضبط, الذي قد ينقلب إلى قوى متعاضدة يتأثر منها الجنوب الأوروبي الأقرب جغرافيا وهذا لا أحد يمكن أن يستبعده أو السيطرة عليه، لذا لقي نداء الملك عبد الله لعقد قمة التضامن الإسلامي عقولا صاغية وكأنه مطلب وحاجة دولية بحثا عن الاستقرار من خلال تأثير الإسلام في عودة الرشد للعالم.