مكة المكرمة - واس:
أوصى فضيلة أمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد المسلمين في خطبة الجمعة بتقوى الله عزَّ وجلَّ وأن يسابقوا إلى مغفرة من ربهم وجنة عرضها كعرض السَّماء والأرض.
وأضاف أن الأمة الإسلامية على مفترق طرق تخفق قلوبها شغفًا بما يداوي جراحها ويرفع مآسيها ويسر صديقها ويدحر عدوها أنها أمام ظروف ومتغيِّرات ومستجدّات فيها الفرص الحقيقية لبناء سياسات عربية إسلامية تملأ الفراغ الذي تعيشه هذه الأمة بسبب استقطابات مهلكة واصطفافات مدمرة وتشرذمات قاتلة، في هذه الظروف والبواعث والمستجدات تأتي بلاد الحرمين المملكة العربيَّة السعوديَّة التي تعوَّد قادتها أن يتصدوا لكوارث الأمة والعمل مع الأشقاء لمعالجتها، شعورًا بالواجب ونهوضًا بالمسؤولية.
وبيَّن فضيلته أن الدعوة إلى وحدة المسلمين وتضامنهم والتحاور والمشاورة فيما بينهم هي أحد رواسخ هذه الدَّولة وثوابتها، فمؤسس هذه الدَّولة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله- حالما فرغ من توحيد هذا الكيان العظيم أول عمل إسلامي قام به دعوته إلى أول مؤتمر إسلامي عام 1345هـ هنا في مكة المكرمة ثمَّ تعاقب على ذلك أبناؤه الملك سعود وفيصل رائدا التضامن الإسلامي وخالد وفهد -رحمهم الله-، تعاقبوا على احتضان مؤتمرات عربية وإسلامية يشهد لها التاريخ وتشهد لها الأجيال، وقد سار على هذا السنن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله ووفقه وأعانه - في رغبة صادقة وعمل جاد من هذه القيادة الصالحة لتحذير هذه الأمة بقياداتها وزعمائها من محاولات الاستقطابات الإقليميَّة والدوليَّة ومن أجل اعتماد مسار تضامن الوحدة.
وقال فضيلته: لقد دعا قبل ذلك -حفظه الله- إلى قمتين إحداهما إسلامية والأخرى عربية من أجل هذه الأغراض النبيلة الكبرى، وله تطلعاته فهو يتطلَّع إلى أمة إسلامية موحدة ويتطلَّع إلى حكم مسلم رشيد يقضي على الظُّلم والقهر ويتطلَّع إلى تنمية مسلمة شاملة تقضي على العوز والفقر ويتطلَّع إلى انتشار وسطية سمحة تمثِّل سماحة الإسلام ويتطلَّع إلى تقنية مسلمة متقدمة.
وأضاف قائلاً: «هذا الملك الصالح أعطى الحوار اهتمامه المنقطع النظير فله في ذلك سجلٌ ناصعٌ ومبادرات لا تنكر لدحض مقولة صدام الحضارات وقد سجَّل مقولته: إننا صوت تعايش وحوار عاقل وعادل صوت حكمة وموعظة وجدال بالتي هي أحسن، ها هو -حفظه الله- وسدده يوجه دعوته لإخوانه وأشقائه قادة العالم الإسلامي وزعمائه لمؤتمر يجتمع فيه فضل الزمان وشــــرف المكان ومكانة الداعي في شهر رمضان المبارك وفي عشره الأخيرة وفي أرجاء أيامه ولياليه وبجوار الكعـــبة المشرفة وزمزم والحطيم.
واستطرد فضيلته يقول: إنه اجتماع بكلِّ المقاييس مشاعر تترقبها الأمة وتأمّل أن يكون المؤتمرون في درجات عليا من الباعث الإيماني والصفاء الذهني والصدق الوجداني في جوار بيت الله وفي شهر رمضان المبارك، إنه من المأمول أن يكون في هذا التعطير الزماني والمكاني مزيدًا من استشعار هذه القيادات الكريمة بعظم المسؤولية أمام ربها ثمَّ أمام شعوبها وهذا الحضور الكريم والتجاوب المشكور لهذه الدعوة دليل ظاهر إن شاء الله بأن في أعماق الأمة رغبة حقيقية للتغيير نحو الأفضل وعزمًا صادقًا بـــإذن الله على الإصلاح المنشود وتحقيق أهداف هذا المؤتمر.