نجحت هيئة حقوق الإنسان السعودية عندما تحركت نحو الإعلام الجديد وعبر (اليوتيوب) تحديداً للكشف عن فيلم إعلاني مدته (دقيقة واحدة)، ولكنه يُغني عن مجلدات من الخطب الوعظية، والمحاضرات التوعوية، والكتب الإرشادية، وقلبت الطاولة عندما بدأت حملتها (لأني مسلم) لتثبت قدرتنا في (التغيير نحو الأفضل) في العديد من مناحي حياتنا.!.
الأسبوع الأول كان عن (الخادمات ) فبدقيقة واحدة و13 ثانية شاهد أكثر من 1.400.000 شخص إعلاناً ( بأكثر من رابط ) يحكي قصة خادمة تغادر بلدها وأطفالها (يجهشون بالبكاء) فيما تنظر لمستقبل مجهول ومخيف وهي ترتقب (كشف اللثام ) عن مصيرها خلال سنتين قادمتين، لتتبدد المخاوف بابتسامة (ربة الأسرة السعودية)، نجاح العمل تجاوز حبكة (السيناريو الصامت) وأماكن التصوير المتعددة، والتقنية العالية المستخدمة في تنفيذ الفيلم لتصل لمخاطبة المشاعر الإنسانية (بصدق) و (دين) وهو السر (برأيي ) في نجاح الرسالة في نسختها الأولى..!. برنامج (نشر ثقافة حقوق الإنسان) يجب أن يأخذ صور متعددة وأشكال وقوالب عصرية تساعد في وصول (رسائله) لأكبر شريحة من الناس، فبالإضافة للصحف والمجلات والفضائيات والبوسترات والإعلانات المباشرة في الطرق أعتقد أن (وسائل التواصل الاجتماعي) الحديثة يجب أن تكون في حسابات منظمي حملات البرنامج وبقوة، وخير دليل هو رقم المشاهدة المسجل (للتحرك الأول للهيئة) على (اليوتيوب)، سواء كانت هي من قامت بوضع الإعلان أم أن مجتهدين قاموا بذلك نيابة عنها..!.
ولأننا نرتقب بدءاً من اليوم (النسخة الثانية) حول (إيذاء الأطفال) للأسبوع الثاني من حملة (لأني مسلم) ثم (حقوق المطلقات) في الأسبوع المقبل، وهكذا من المواضيع التي تمس شرائح المجتمع المختلفة، فإني أقترح أن يرافق ذلك برنامجاً آخراً أكثر تكاملاً يشمل أيضاً غير مستخدمي (تويتر) أو (يوتيوب) أو ( الفيس بوك) من كبار السن البعيدين عن ثقافة الإعلام الجديد ممن لهم أثر وتأثير مباشر بقضايا المطلقات أو الأطفال من خلال خطب الجمعة للتوعية، والتواصل المباشر مع أصحاب تلك القضايا لحلها عبر (فرق تطوعية مباشرة) من شرائح مختلفة من محامين وقضاة ودعاة تشرف عليهم الهيئة..!
تقول بعض الأخبار إن الهيئة استعانة بفريق تنفيذي من السعودية وجنوب أفريقيا ولبنان وبريطانيا لتنفيذ سلسلة الأفلام القادمة والاستعانة بخبرات وتقنيات متقدمة أمر جيد شريطة أن تكون تكلفتها معقولة وتقنيتها مختلفة عن ما يملكه الإعلاميون والمنتجون السعوديون الشباب من إمكانات ملأت الفضائيات.
هيئة حقوق الإنسان تستحق الشكر على جهودها، وننتظر أعمال أخرى يقدمها فريق (سعودي) هذه المرة لتقول للعالم (لأني مسلم) بلغات أجنبية..!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com