|
العواصم - وكالات
سقط عشرات القتلى والجرحى نتيجة القصف العنيف الذي تقوم به القوات النظامية السورية على الاحياء السورية حيث ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 140 شخصا الجمعة معظمهم في حلب وحمص، في الوقت الذي تستمر فيه حرب الشوارع في صلاح الدين بحلب، بحسب قائد ميداني. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان عن «سقوط العشرات بين شهيد وجريح، بينهم خمسة تم توثيقهم، أثر القصف العنيف الذي يتعرض له حي الخالدية في حمص من قبل القوات النظامية السورية التي تستخدم طائرة مروحية والهاون والمدفعية في القصف».
ويأتي هذا القصف العنيف، إثر محاولة القوات النظامية اقتحام هذا الحي، لكنها تراجعت بعدما «جوبهت بمقاومة شرسة» من قبل المقاتلين المدافعين عن الحي، بحسب المرصد.
وفي مدينة حلب، وصف قائد كتيبة درع الشهباء في الجيش السوري الحر النقيب حسام أبو محمد ما يدور في هذا الحي في المدينة بأنه «حرب شوارع حقيقية»، مشيرا الى ان الحي «يشهد معارك حقيقية وعن مسافات قريبة».فيما قتل عشرة مدنيين كانوا ينتظرون في طابور أمام احد افران هذه المدينة.
من جهتها، صدت القوات النظامية السورية هجوما للمقاتلين المعارضين على مطار حلب الدولي جنوب شرق المدينة، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). وأكد قائد ميداني في الجيش السوري الحر في حلب وقوع الهجوم، مشيرا الى ان «هناك مجموعات من الجيش الحر شنت هجوما على مطار حلب (الدولي)» لافتا الى ان «لا معلومات لدي عما أسفر عنه الهجوم».
وفي محافظة حماة (وسط)، تعرضت بلدة كفر زيتا لقصف عنيف من قبل القوات النظامية وسط حالة من الهلع والخوف، بحسب المرصد الذي ذكر ان القوات النظامية وعناصر من الشبيحة داهمت بلدة الخنزير ونفذت حملة اعتقالات طالت أكثر من 50 مواطنا. وفي ادلب (شمال غرب)، أفاد المرصد ان مقاتلين معارضين سيطروا على «حاجز البلدية في بلدة كفرنبل بعد اشتباكات عنيفة استمرت لخمسة ايام»، مشيرا الى ان المقاتلين المعارضين «أسروا عددا من جنود الحاجز بينهم ضابط». ويعد هذا الحاجز «هو الموقع العسكري الاكبر في كفرنبل ويضم تجمعا للدبابات والعربات المدرعة».
وفي الريف الدمشقي، تعرضت مدينة التل للقصف من قبل القوات النظامية، كما تدور اشتباكات في بعض مداخل المدينة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين بحسب المرصد الذي أشارالى حملة مداهمات واعتقالات في منطقة شبعا على طريق مطار دمشق الدولي من قبل القوات النظامية. ولفت المرصد الى ان المقاتلين استطاعوا تدمير دبابة في المدينة كما احتجاز ثلاثة اعلاميين يعملون في احد التلفزيونات الرسمية وكانوا يرافقون الجيش النظامي.
ومن جانب آخر فقد صعدت الولايات المتحدة موقفها من حزب الله واتهمته بالتورط مباشرة في اعمال القمع في سوريا الى جانب القوات التابعة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد وبلعب «دور مركزي» في هذا المجال.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الخزانة الاميركية ان الولايات المتحدة تريد «ان هذا الحزب يقوم بتدريب جيش على أيدي الحرس الثوري الايراني ويقدم المشورة والدعم اللوجستي لمساعدة الحكومة السورية في قمعها للمعارضة الذي يزداد ضراوة يوما بعد يوم».
من جهتها أعلنت وزارة الخارجية الاميركية تعزيز عقوباتها على نظام الاسد وفرضت عقوبات على شركة تسويق النفط السورية (سيترول) الحكومية بسبب تعاملاتها مع ايران.
في الوقت ذاته فقد دعا وزير الخارجية الجزائري السابق الاخضر الابراهيمي المرشح لخلافة كوفي انان مبعوثا عربيا ودوليا لسوريا، مجلس الامن الى توحيد الموقف تجاه الازمة السورية.
وقال الابراهيمي في بيان اصدرته (مجموعة الحكماء) «على مجلس الامن الدولي والدول الإقليمية تبني موقف موحد من أجل ضمان امكانية اجراء عملية انتقال سياسي بالسرعة الممكنة».
وقد أفاد دبلوماسيين أنه تم اختيار الاخضر الابراهيمي لخلافة كوفي انان كمبعوث للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا, لكن الاعلان الرسمي عن ذلك مرتبط بالموافقة النهائية للدبلوماسي الجزائري المخضرم. وأعرب دبلوماسيون طلبوا عدم ذكر اسمهم عن ثقتهم بأن المبعوث الجديد «سيكون الابراهيمي»، مؤكدين انه «خيار الامين العام للامم المتحدة» بان كي مون. وأضافوا «سيعلن اسمه الاسبوع المقبل اذا لم يقرر التخلي» عن المهمة.
في لندن، أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الجمعة تكثيف الاتصالات الدبلوماسية لدولته مع المعارضين السوريين الذين ستقدم لهم لندن مساعدة اضافية تبلغ خمسة ملايين جنيه (6.3 ملايين يورو) لا تشمل اسلحة.وفيما يخص اللاجئين السوريين الذين فروا من بلادهم خوفاً من القمع الوحشي, أعلنت الامم المتحدة امس ان اعدادا متزايدة من المدنيين السوريين تفر من القتال ولاسيما في حلب ليصل اجمالي حجم اللاجئين المسجلين في اربع دول مجاورة منذ بدء الصراع الى 200 الف تقريبا.
وأضافت المنظمة الدولية ان الاجمالي يضم 50227 لاجئا في تركيا.