جمعتنا ليلة رمضانية في عمان بنخبة من الإعلاميين الأردنيين وبعض الوجهاء من رؤساء القبائل في دول الجوار وكان مركز الحديث حول الانتقال السلس المبارك لولاية العهد في بلادنا المملكة العربية السعودية ومع الحزن والألم بفقدان شخصية مميزة في تاريخنا السياسي في رحيل الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود والذي أجمع الحاضرون أنها خسارة عربية كبيرة برحيله إلى بارئه آمناً مطمئنا تشفع له ما قدم من خدمات جليلة لا تنسى لبلاده ولأمته وللعالم الإسلامي الدعوات الصادقة بأن يسكنه الله جنات النعيم وذكرى أمير الأمن والأمان لن تنسى من عقولنا وأرواحنا.
وبنفس الإجماع كان بالتبريك لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بالاختيار الحكيم المبارك من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لأخيه وساعده القوي الأمير سلمان ولياً للعهد فكان خير خلف لأنبل وأكرم سلف.
وسلط الحاضرون على الجوانب المميزة المضيئة لشخصية الأمير سلمان فأكد أحد الإعلاميين بأنه سمع حديثاً مطولاً من الأستاذ صالح القلاب وزير الإعلام الأسبق والإعلامي المشهور بأنه كتب مقالا في الشرق الأوسط وفي صباح اليوم التالي ومبكراً حوالي السابعة والنصف صباحا يتلقى الأستاذ القلاب مكالمة تلفونية كان المتصل فيها سمو الأمير سلمان وكان أميراً للرياض آنذاك يحاورني في مفصلات المقال كأبرع محلل إعلامي مطلع وبعمق على المستجدات السياسية في محور ذلك المقال وركز على النقاط التي لم أعطها حقها في التنوير بفقرات المقال ودام الحديث أكثر من نصف ساعة شعرت بها تزيدني خبرة وبعد نظر لسنين وتمنيت كثيراً لو أعددت المقال مرة أخرى للنشر بعد التحليل المركز والنقد الإيجابي لمحيط المقال بأكمله وشعرت بعمق الخبرة والتجربة لشخصية عربية مسؤولة تقرأ وبعمق وتنتقد بإيجابية عالية هذا هو الأمير سلمان أمير الإعلام وصديق الإعلاميين ومرجعهم.
وامتدح زميل إعلامي من أصل فلسطيني المواقف النبيلة للأمير سلمان مع القضية الفلسطينية واحتوائها بالدعم والتأييد منذ ولادة منظمة التحرير الفلسطينية وكانت المملكة العربية السعودية من أوائل الدول العربية بالاعتراف بها كممثل وحيد للشعب الفلسطيني بزعامة أبو عمار -رحمه الله- وقدمت الدعم السياسي والمالي لنضالها من أجل تحرير التراب الفلسطيني وبناء دولته المستقلة على أرض فلسطين ولتحقيق هذا الهدف السامي سلماً وبالغطاء العالمي وبتأييد العالم العربي والإسلامي وكانت لي مداخلة في الحديث فذكرت ما أخبرني به الصديق والأخ فهد المارك -رحمه الله- الذي زاملته في العمل بسفارة المملكة في أنقرة حول الدور القيادي للأمير سلمان في تهيئة الأرضية الصحيحة لنشوء وتحرك قادة منظمة التحرير وعلاقته الأخوية بهم وكان الشخصية الرسمية التي تستقبل الرئيس الراحل ياسر عرفات وكذلك العلاقة الأخوية المميزة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورفاق دربه بالنضال القدومي والحسن وقد أشرف سموه شخصيا بتهيئة مركز فلسطيني في منطقة المربع للهيئة الشعبية لجمع التبرعات للشعب الفلسطيني وبناء سفارة فلسطين بالرياض هدية من ملك وشعب المملكة العربية السعودية للشعب الفلسطيني ناهيك عن الدعم السياسي منذ قيام حرب 48م حتى يومنا هذا والتحذير الدائم من خطورة الانقسام الفلسطيني إلى فتحاوي وحمساوي وكان لنداء خادم الشريفين صقر العروبة الملك عبدالله بوحدة الخطاب النضالي الفلسطيني وصلح مكة المكرمة بوثيقته التاريخية والتي وقعها الرئيس الفلسطيني أبو مازن مع رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل وللأسف لم يجف حبر الوثيقة حتى عادت الخلافات مرة واحدة والمستفيد بالطبع ساسة إسرائيل ومن يدعمهم.
أمنية الأمير سلمان ومعه كل العرب والمسلمين في العالم حلا عادلا بقضية فلسطين وتأسيس دولتهم العربية المستقلة على تراب فلسطين وتوحد خطاب الشعب الفلسطيني لنيل مطالبه العادلة.
وتتحقق الأمنية الغالية للفيصل -أسكنه الله جناته- بالصلاة في المسجد الأقصى في القدس المحررة بإذن الله.
وتطرق أحد شيوخ القبائل العراقية عن شيم ومكارم آل سعود ووصفهم بذخيرة خير العرب والمسلمين وعلق عن لقائه مع الأمير سلمان في إحدى رحلاته في بادية العراق للصيد والقنص بأن سلمان بين عبدالعزيز أكرمنا في دارنا قبل أن نكرمه وبين أنه يحتفظ بصورة يعتز بوضعها الدائم في مضيفه تجمع عمه بالملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود - أسكنه الله جناته- وستبقى إرثا عزيزاً غالياً لأبنائه ووصف شخصية الأمير سلمان بأنها مجمع للشيم العربية الأصيلة وثقافة سموه بأنساب العرب تدعو للإعجاب والتقدير.
وفي مجال السياسة الإقليمية والدولية يختزن الأمير سلمان تجربة وخبرة عميقة لمعايشته للأحداث السياسية المتغيرة في المنطقة وبتأثير دولي علاوة على علاقته الشخصية بزعماء ورؤساء الدول المرتبطة بعلاقات وطيدة مع المملكة العربية السعودية ولدى سموه الكريم حاسة الاستباق للأحداث المتغيرة إقليمياً ودولياً علاوة على ثقافته الواسعة بتاريخ المنطقة الإقليمية والدولية وأستعيد للذاكرة زيارته التاريخية لألمانيا والسويد والإعجاب الشعبي بشخصيته العربية المميزة ومعرفته بالتاريخ السياسي الألماني وثقافة الشعب الألماني الاتحادي وأؤكد الرغبة السامية التي كانت تدور في مخيلة سموه حين زيارته لمتحف الفريد نوبل مؤسس جائزة نوبل العالمية وأمنية الأمير سلمان أن يقرأ يوماً في عمره المديد اسم شخصية عربية سعودية في سجل المكرمين لهذه الجائزة العالمية.
نحمد الله سبحانه أن منَّ علينا بقيادة مخلصة منا ولنا نفاخر بالمكاسب الوطنية التي تحققت بجهدهم الصادق المتواصل لخير شعبنا الوفي وأمتنا العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء.
عضو هيئة الصحفيين السعوديين - جمعية الاقتصاد السعودية