طـــريق الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة كما يقولون، والخطوات على طريق تحقيق الإنجازات السعودية على المستوى العالمي وفي مجالات علوم العصر الحيوية “ الرياضيات والفيزياء والكيمياء “ بدأت منذ سنوات قليلة بتحقيق طلابنا وطالباتنا لإنجازات محدودة في أولمبياد الرياضيات وأولمبياد الفيزياء إذ حصلوا على شهادات شكر وتقدير وبضع ميداليات، لكن مشاركة وفد المملكة العربية السعودية في الأولمبياد العالمي للعلوم والرياضيات في دولة استونيا هذا العام 2012 مختلفة تماما عن الأعوام الماضية من الناحيتين الكمية والنوعية، فمن الناحية الكمية كان الوفد السعودي مشاركا في أكثر من مسابقة وفي وقت واحد وبعدد معقول من المشاركين أما من الناحية النوعية فقد شارك الوفد السعودي في مسابقات قوية جدا بفضل تواجد أكثر من ثمانين دولة من ضمنها دول عظمى ودول صناعية متقدمة ودول لها باع طويل في المشاركات والمنافسات العلمية ورغم هذا التواجد إلا أن طلابنا وطالباتنا أبدعوا وحققوا مراكز متقدمة وجوائز رفيعة المستوى أبرزها الحصول على ميداليتين فضيتين وثلاث برونزيات في مجال الرياضيات والظفر بميدالية برونزية وثلاث شهادات تقدير في مجال الفيزياء. سألت الأستاذة هند الدوسري وهي مشرفة موهوبات وعضوة في الوفد السعودي المسافر إلى أولمبياد أستونيا أثناء حديثها الهاتفي معي عن ماهية الأولمبياد وكيف تم الإعداد له وما الأهداف المنشودة من المشاركة؟ فقالت إن الأولمبيادات الدولية للرياضيات والفيزياء والكيمياء عبارة عن مسابقات علمية عالمية تخصصية تقام سنويا في دولة مرشحة مسبقا ومن سماتها الرئيسية صعوبة الأسئلة الموجهة للمشاركين كونها أصيلة ولم يسبق أبدا طرحها وأعدت خصيصا لهذه المسابقات، وأضافت أن إعداد الطلاب السعوديين وتهيئتهم لهذه المسابقة استغرق وقتا طويلا حيث التركيز على مهارات التفكير الناقد وإدارة الوقت والتدريب التطبيقي على حل الأسئلة، وطريقة الإعداد هذه حسب قولها جديدة ولم تكن مطبقة في المشاركات السابقة قبل عام 2009 وهوالعام الذي انتقل الإشراف فيه من وزارة التربية والتعليم إلى مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة” بموجب عقد شراكة، وذكرت أن أهم ركيزتين في النجاح من قبل موهبة بدء من عام 2009 الاختيار الجيد للطلاب والتدريب النوعي، وموهبة بتطبيقها لهذه الإستراتيجيات والطرق الحديثة والمشاركات المتواصلة تهدف لتقديم مشاريع علماءواعدين وتطوير طرق تدريس الرياضيات والعلوم والتمثيل المشرف للمملكة في المحافل الدولية والسعي لاستضافة الأولمبياد في المملكة.
التقرير الذي أعده الدكتور عبدالعزيز الحارثي المشرف على البرنامج في موهبة أكد على أنه يتم اختيار أفضل الطلاب والطالبات لتمثيل المملكة من خلال منافسات محلية قوية جدا، ويرى الحارثي أن ثمار هذه المشاركات واضحة فهي تشعل الطموح في نفوس الطلاب فأكثر الذين شاركوا في السنوات الماضية توجهوا للدراسة في أحسن جامعات العالم بداية من MIT إلى كورنيل وويبركلي وهناك تكامل مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية KAUST لاحتضان هذه المواهب بعد الثانوية.
رغم قوة المشاركة وحجم المردود منها إلا أني أرى أن هناك تقصيرا إعلاميا واضحا في إبراز المشاركة وتجاهل للفائزين الذين هم بحاجة للتشجيع والدعم فهم الركائز القوية لدفع عجلة التنمية في بلادنا في تخصصات لازالت حاجتنا لها قائمة.
Shlash2010@hotmail.comتويتر @abdulrahman_15