بما أن الأمة اليوم تعيش لحظات من الإيمان والروحانية في هذا الشهر الكريم، فلعلنا نجعل من هذا الشهر الكريم فرصة للتغيير على مستوى الأفراد والمؤسسات والدول، فرمضان نعمة وهبة إلهية لنا؛ كي نعود إلى ربنا في هذا الشهر، وأن نغتسل من ذنوبنا ومعاصينا ونعرّض أنفسنا لنفحات رحمة الله، فأخطاؤنا كثيرة؛ لكن خير الخطائين التوابون، فهذا الشهر الكريم فرصة للتوبة والتخلص من كل العادات السيئة. روى البخارى ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين».
فمن معاني هذا الحديث أن أبواب الخير تفتح وأبواب الشر تغلق، والشياطين مصفدة ويضعف تأثيرها فالصوم جنة والنفس تعود إلى خيريتها وطبيعتها. فعلى المسلم أن يستغل هذه الفرصة للتوبة والتغيير إلى الأفضل فكل الظروف مهيأة للمسلم فـ(رغم أنف امرئ دخل عليه شهر رمضان، ثم خرج ولم يغفر له) دعا جبريل وأمن عليها المصطفى صلى الله عليه وسلم. فانفك يمرغ في التراب أن يمر عليك هذا الخير وهذا الفضل ولا تراجع وتحاسب نفسك وتتقرب وتتذلل لربك لعله أن يغفر لك فهذا الشهر هو شهر المغفرة مؤيد ومدعوم بنصوص صحيحة منها قوله صلى الله عليه وسلم:
(من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه).
(من قام رمضان، إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه).
(من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه).
ونحن مقصرون ومن المؤسف أن يمر هذا الشهر على أبناء أمتنا، وهم في لهوهم، وعبثهم ولم يحدثوا أنفسهم بالعودة والتوبة، وأن يغيروا من طريقتهم، وأن يخصوا هذا الشهر بالمزيد من العبادة والتذلل والتقرب. فرمضان موسم خير وفرصة للتقرب والتزود وعلى الأمة المسلمة أن تجعل منه فرصة للتجديد والتغيير والاغتسال من جميع الأقذاء والآثام فهزيمتها وضعفها هو من عمقها وداخلها لا من خارجها {قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ}. {مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَِ}.
فما نحن فيه من ضعف وهزيمة، ومحن ومصائب نحن السبب فيها، ولن تزول هذه الكرب ونعود إلى قوتنا إلا بالتغيير والتوبة والعودة إلى الله: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} ورمضان ها هو الآن بيننا يفتح أبوابه ويطرح خيره وبركته.. فعلينا أن نستثمر وقته وأن نستغل خيره وفضله وأن نجعل منه فرصة للتغيير الجذري للأفضل وأن نستمر على ذلك بعده أسأل الله أن يوفقنا وأن يتقبلنا في هذا الشهر الكريم وأن يجعله شهر انتصارات وبطولات للجيش المجاهد الحر في سوريا وكذلك شهر هزيمة وذل وسقوط لجراثيم الفساد مرتزقة إيران وروسيا.
سطور أخيرة:
الحياة أيام، والعمر قصير، ورمضان زمن شريف، وشهر مقدس فيه ليلة خير من ألف شهر تعادل بضعا وثمانين سنة، فعليك أن تحكم عقلك، وأن تراجع نفسك، وأن تحاسبها، وأن تخط اسمك في قائمة العائدين، والتائبين، والمتغيرين للأفضل في هذا الشهر الكريم.
خالد عبدالعزيز الحمادا