يقصر الليل, وهو طويل..
ويطول النهار, وهو قصير..
السر ليس في الوقت، وحساباته..
السر في الإنسان، وعلاقاته بليله.. ونهاره.. مدار زمنه كله..
وكل إنسان تعامله مع وقته، ناجم عن مفهومه له، وتفاعله مع ما يحمله من إدراك به، وثقافة عنه..
على الرغم من أن الوقت «سيف»، كما قال الأقدمون، وهم قد كانوا يُكْنون بذلك عن حدِّه الباتر بين الجدِّ فيه، أو الهزل..
والإنسان مع الوقت في سباق، إما غالب، أو مغلوب..
فلا الليل يُسكن همَّته في لباسه..،
ولا النهار يوقدها في نشوره..
ما لم يكن هناك مضمرٌ من نيته, في أمر وقته..، وعزيمةٌ مرهونةٌ له من أجل فعلِه..
يحرك هذا المضمَرُ فعلَه، فيقصرُ وقته متى أشغله, ويطول به متى أهدره..
ومتى ما أنجز، أو أفسد فإن المغبة عليه، أو المكسب له..
لذا، وقت الإنسان: ليله ونهاره..،
يطول به، أو يقصر, يكون حسب حركة بندول ساعة ما يكمن في الإنسان عن وقته..
والذي هو زمن بين يديه..
إما لنجاحه، أو لفشله...
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855