|
الدمام - ظافر الدوسري
أكد مختص في هندسة الطاقة المتجددة أن مشروع مدينة الخفجي لتحلية المياه المالحة بالطاقة الشمسية يُعد من أكبر المشاريع التجارية في هذا المجال على مستوى العالم من حيث الإنتاج, وسيُحدث نقلة نوعية في مجال تحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية في حالة نجاح المشروع.
وقال المهندس خالد الشعيل: تُعد الطاقة الشمسية أحد مصادر الطاقة المتجددة والمتوفرة التي يتسابق العالم للاستفادة منها، والمملكة من أوائل الدول العربية التي بادرت إلى الاستثمار في هذا المجال.
ومن أهم هذه المبادرات مبادرة خادم الحرمين الشريفين لتحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية في مدينة الخفجي، ومن المخطط لهُ أن تشمل هذه المبادرة ثلاث مراحل في مدة زمنية تبلغ تسع سنوات، حيث تهدف المرحلة الأولى من المشروع إلى بناء محطة تحلية بطاقة إنتاجية تبلغ 30 ألف متر مكعب يومياً لسد احتياجات الخفجي من مياه الشرب وذلك في مدة ثلاث سنوات، حيث بدأ تنفيذ هذه المرحلة قريباً.
تليها المرحلة الثانية وهي إنتاج 300 ألف متر مكعب من المياه المحلاة.. وكشف الشعيل عن تعميم تحلية المياه بالطاقة الشمسية على جميع مناطق المملكة في حالة نجاح المرحلتين الأولى والثانية من مبادرة خادم الحرمين الشريفين في المرحلة الثالثة, مضيفاً أنه سيتم تنفيذ مشاريع «المبادرة الوطنية للتحلية» من خلال تجمع صناعي في المملكة يُسوق المنتجات على مستوى العالم، وهو ما يخدم ويعزز توجهات الإستراتيجية الوطنية للصناعة, وبالتالي فإن استخدام تقنيات الطاقة الشمسية في التحلية سيسهم في تخفيض تكلفة إنتاج الطاقة، وسيكون لها مردود اقتصادي كبير على البلاد إذا ما تم استغلالها بشكل جيد.
وذكر أن الطاقة التي يتم الحصول عليها من أشعة الشمس لمدة (105) دقائق فقط, تكفي لاحتياجات واستهلاك العالم لمدة عام كامل, حيث أكد المختصون في هذا المجال أن الوقود الأحفوري يُستنزف بسرعة بكميات كبيرة في جميع أنحاء العالم.. وهناك دراسات عدة تكشف أنه ليس من المرجح أن يستمر هذا الوقود لأكثر من50 -60 عاماً.. وبالتالي الحل البديل لاحتياجات الطاقة في العالم هو الطاقة الشمسية فهي ذات كفاءة عالية وكافية لعمليات تحلية المياه فالشمس تمد الأرض بأشعة حرارية «طاقة» تزيد على إجمالي احتياجات العالم من الطاقة بنحو 5000 مرة, ولنحقق ذلك نحتاج إلى عمل ميداني وإثباته على أرض الواقع وكذلك إجراء دراسات وبحوث موسعة لتقليل تكاليف أجهزة ومواد استخدام الطاقة الشمسية، كما نحتاج أيضاً إلى تخصيص أراضٍ واسعة بجانب السواحل الشرقية والغربية للمملكة. وأوضح الشعيل في حديثه لـ «الجزيرة» بأن هناك معوقات اقتصادية كبيرة تتعلق بتزايد النفقات الاستثمارية أمام المستثمرين الراغبين في استرداد رأس المال في الأجل القصير بينما يتوقع من الاستثمار في الطاقة الشمسية منافع في الأجل الطويل, وبصرف النظر عن اقتصاديات التكنولوجيا، هناك حاجة ماسة لدراسات تفصيلية لفهم القبول الاجتماعي والثقافي عبر جميع شرائح المجتمع لهذه التقنية وتقبلها ومعرفة مدى الفوائد والعوائد من استخدامها، كما أن عدم وجود المعلومات الكافية يُشكّل عائقاً مهماً أمام تسخير تكنولوجيا هذه الطاقة، مضيفاً بأنه بعد انتهاء مشروع الخفجي ربما تزول هذه المعوقات.
ومن جانب آخر فإن توافر النفط وانخفاض تكلفته لعمليات تحلية المياة مقارنة بتوليد الطاقة الشمسية لعمليات التحلية يُعتبر من العوائق الهامة في هذا الجانب.
وأشار المهندس الشعيل، إلى أن جميع محطات تحلية المياه بالمملكة تعمل حالياً بالوقود الأحفوري حيثُ تستهلك حوالي 350 ألف برميل يومياً، وهذه الكمية من الوقود لا شك أنها تُساهم في عملية تلويث البيئة وذلك عن طريق انبعثات الغازات الضارة للبيئة، كما أن الطاقة الشمسية تتميز بمواصفات تجعلها الأفضل مقارنة بجميع أنواع الطاقات الأخرى، فهي طاقة هائلة يمكن استغلالها في أي مكان وتُعتبر مصدراً مجانياً للوقود الذي لا ينضب, كما أنها طاقة نظيفة لا تنتج أي نوع من أنواع التلوث البيئي وتأتي أهميتها كذلك بالنظر إلى محدودية مصادر الطاقة التقليدية كالوقود الأحفوري.