حبُّ السفر يمكن لي أن أصفه بأنه أشبه ما يكون بغريزة حب عند الإنسان..
إذ لم أجد أحداً يكرهه أو ينكره على غيره.. بما في ذلك أولئك الذين يحبّذون - دون كره - عدم السفر..
وبعيداً عمّا يقال: سافر ففي الأسفار سبع فوائد..
فالسفر متعة وثقافة..
والسفر راحة واسترخاء..
والسفر علم وتعلُّم..
والسفر علاج واستشفاء..
وبالسفر من الفوائد الكثير مما يميل إليه كل مسافر، أو بما يتوافق وطبعه واهتماماته، وبالتالي ما يشجعه إلى شدِّ الرحال كلما وجد ما يحفّزه إلى ذلك.
السفر رحلة استكشافية، لا يمكن لها إلاّ أن تتفق مع القائلين بأنها تفضي إلى ثقافة ضرورية للإنسان قبل أي شيء آخر..
وليس مهمّاً أن نحدّد نوع هذه الثقافة..
أو نختلف حول مفهومها الواسع..
فليأخذ كلٌّ منا ما يناسبه منها، ويلتقط ما يفيده أو يضيف إلى معلوماته شيئاً مما يراه..
السفر هو الانتقال من مكان إلى آخر في رحلة لأسباب متعدِّدة:
- سياحة
- تجارة
- زيارة الأقارب
- هجره من بلد لآخر.
- الحج وهو السفر لعبادة دينية.
- السفر لتلقِّي العلاج.
- السفر بقصد الاستكشاف والبحث والتقصِّي العلمي وجمع المعلومات.
- السفر للدراسة في الخارج وهو طلب العلم.
- السفر للتعرُّف على الثقافات الأخرى.
- السفر للاستجمام والاسترخاء والنقاهة.
- حضور بعض المناسبات الرسمية.
- لأداء مهمّة عمل.
حفل الأدب العربي بالكثير من القصائد والنثر الذي يحث على الأسفار والرحلات، كما حفل بالكثير الذي يعارض ذلك. ينسب للإمام علي بن أبي طالب من قوله حاضاً على الرحلة والسفر:
قال الشافعي:
«تغرب عن الأوطان في طلب العلا»
«وسافر ففي الأسفار خمس فوائد»
«تفريج همٍّ واكتساب معيشة»
«وعلم وآداب وصحبة ماجد»
«فإن قيل في الأسفار ذل وغربة»
«وقطع فياف وارتكاب الشدائد»
«فموت الفتى خير له من حياته»
«بدار هوان بين واش وحاسد
عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ: (ثلاث دعوات مستجابات لا شكّ فيهنّ: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ والتِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
عن ابنِ عمر رَضِيَ اللَّه عنهما، أَنَّ رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كانَ إِذا اسْتَوَى عَلَى بعِيرهِ خَارجاً إِلى سفَرٍ، كَبَّرَ ثلاثاً، ثُمَّ قالَ: «سبْحانَ الذي سخَّرَ لَنَا هذا وما كنَّا له مُقرنينَ، وَإِنَّا إِلى ربِّنَا لمُنقَلِبُونَ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ في سَفَرِنَا هذا البرَّ والتَّقوى، ومِنَ العَمَلِ ما تَرْضى. اللَّهُمَّ هَوِّنْ علَيْنا سفَرَنَا هذا وَاطْوِ عنَّا بُعْدَهُ، اللَّهُمَّ أَنتَ الصَّاحِبُ في السَّفَرِ، وَالخَلِيفَةُ في الأهْلِ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وعْثَاءِ السَّفَرِ، وكآبةِ المنظَرِ، وَسُوءِ المنْقلَبِ في المالِ والأهلِ وَالوَلدِ» وإِذا رجَعَ قَالهُنَّ وزاد فيِهنَّ: «آيِبونَ تَائِبونَ عَابِدُون لِرَبِّنَا حَامِدُونَ» رواه مسلم.
بعض النصائح والإجراءات الضرورية التي تجنِّبك التأخُّر وضياع وقتك وتوفّر لك الحماية اللازمة أثناء رحلتك:
- تأكد من صلاحية جواز سفرك وجوازات مرافيقك وحملك لأوراقك اللازمة.
- تأكد من وجود جميع الأوراق والمستندات اللازمة في السفر.
- افحص سيارتك فحصاً شاملاً لتتفادى أعطالها على الطريق.
- احرص على تواجد عدّة إصلاح وبعض من قطع الغيار الأساسية للسيارة وحقيبة الإسعافات الأولية.
- لا تحمِّل سيارتك حمولة زائدة.
- لا تنس أثناء رحلتك ربط حزام الأمان.
- التزم أثناء قيادتك بالسرعة المحددة على الطريق.
- تذكّر أنه يسمح للحافلات بالتجاوز إذا كان الطريق ذا أربعة أو ثلاثة مسارات.
- عند تجاوزك اتبع تعليمات السلامة (تأكد من خلوّ المسار من السيارات وأعط الإشارة الدالة على التجاوز).
- في حالة شعورك بالإرهاق أثناء السواقة لا تغامر بحياتك وخذ قسطاً من الراحة.
- اتبع علامات المرور فهي دليلك على الطريق.
- تابع بيقظة حركة الطريق والتزم المودّة مع الآخرين.
- لا تترك خزان الوقود حتى ينفد.
- التزم الحذر أثناء القيادة ليلاً.
- قف على كتف الطريق عند حدوث عطل بالسيارة مستخدماً وسائل التنبيه اللازمة.