|
الرياض - يحيى القبعة:
تباينت آراء خبراء نفطيين حول مدى ضرر العقوبات الجديدة على قطاع الطاقة الإيرانية، وبالتالي على السوق النفطية العالمية واختلال الأسعار، إلا أنهم اتفقوا فيما يتعلق بوضع السوق النفطية على المدى القريب بالتحسن وتحقيق نتائج جيدة، إذ لا يزال السوق متخماً بفائض من النفط الذي تسبب في هبوط الأسعار خلال الأشهر القليلة الماضية، كما أشاروا إلى أن سقف إنتاج «أوبك» ليس له أي قيمة، باعتبار أن الكل يُنتج حسب رغبته وبموجب مصالحه الخاصة.
وأكد الخبير النفطي الدكتور أنس الحجي أن العقوبات الجديدة لن تؤثر بشكل ملحوظ على صناعة النفط الإيرانية، خصوصاً في ضوء قيام دول آسيوية بتوفير بوليصات التأمين اللازمة للسفن الحاملة للنفط الإيراني، واستنتج أنه لن يكون لها أثر ملحوظ في أسواق النفط في النصف الثاني من العام الحالي، وقال الحجي: علينا أن نتذكر أن العقوبات السابقة خفضت إنتاج النفط الإيراني والصادرات النفطية، ولكنها مكّنت إيران أيضاً من وجود بدائل وحلول لها.. وعلينا أن نتذكر أيضاً أن حكومة الرئيس أوباما أعطت استثناءات لبعض الدول من هذه العقوبات».
وفيما يتعلق بأسعار النفط مستقبلاً، أوضح أنه على المدى القريب، وبافتراض بقاء الوضع السياسي كما هو عليه حالياً، فإن أسعار النفط ستتراوح حول مستوياتها الحالية، وسيبقى الفرق بين سعر برنت وخام غرب تكساس كما هو حتى يتم بناء الأنابيب بين مدينة كوشينج في أوكلاهوما وميناء هيوستن في تكساس.. بعدها سيرتفع سعر الخام الأمريكي بالنسبة لبرنت، وسيقل الفرق بينهما.. ويرى الحجي أن سقف إنتاج أوبك يُعد مهماً فقط في حالة انخفاض أسعار النفط تحت حد معين.. ولكن طالما أن أسعار النفط أعلى من ذلك الحد، فإن السقف غير مهم، مهما كان تجاوز بعض الدول لحصصها الإنتاجية. واعتبر أن أهم أمر قادم قد يؤثر في أسواق النفط خلال الشهور المقبلة، هو الانتخابات الفنزويلية وصحة الرئيس الفنزويلي.. فالأسواق ستبقى على حالها إذا استمرت صحة شافيز بالتحسن وربح في الانتخابات فترة رئاسية أخرى.. ولكن الأسواق ستضطرب وسترتفع أسعار النفط إذا حصل عكس ذلك.
من جهته أفاد نائب رئيس شركة أرامكو سابقاً عثمان الخويطر أن العقوبات الاقتصادية المغلَّظة التي تفرضها بعض الدول الغربية بقيادة أمريكا ضد الدولة الإيرانية سيكون لها تأثير سلبي كبير على الاقتصاد الإيراني، والمتمثلة في محاولة إفشاء مقاطعة النفط الإيراني في الأسواق العالمية.. أما فيما يخص بالسوق النفطية خلال النصف الثاني من العام الحالي، فأبان أنه ليس من المحتمل أن يتأثر الوضع كثيراً بسبب انقطاع جزء من الإنتاج الإيراني، إذ لا يزال السوق متخماً بفائض من النفط الذي تسبب في هبوط الأسعار خلال الأشهر القليلة الماضية.
واستدرك أنه على الرغم من المقاطعة الرسمية للنفط الإيراني، إلا أنها على أرض الواقع وجدت منْ يشتري نفطها، ربما بسعر يقل عن السعر العالمي.. ولذلك فإن إنتاجها لم يتوقف إلا جزئياًّ.. ويرى الخويطر أن أسعار النفط مرشحة لا محالة للارتفاع خلال السنوات المقبلة، حتى وإن أصاب السوق النفطية بعض التذبذبات الخفيفة.. فالإنتاج العالمي قد بلغ ذروته والطلب على مصادر الطاقة في زيادة مستمرة.. والنتيجة الحتمية هي نمو السعر إلى مستويات دائماً تكون قياسية على حد تعبيره.. وتابع: سقف إنتاج أوبك سواء ظل عند مستوى ثلاثين مليون برميل أو أعلى أو أقل فلا قيمة له ولا اعتبار، لسبب بسيط وهو أن لا أحد من دول المنظمة يلقي له بالاً.. فالكل يُنتج حسب رغبته وبموجب مصالحه الخاصة.. ونحن نأسف عندما نرى وزراء أوبك يضيعون وقتهم الثمين في مناقشات بيزنطية حول ما يسمونه مستوى سقف الإنتاج، وهم أول منْ يدرك أنهم يتحدثون عن أرقام وهمية لا معنى لها على أرض الواقع.