حينما تسدي لأحدهم معروفاً، ويقابلك بالصمت، حتى كأن شيئاً لم يكن، تظن ببصيرتك الثاقبة، أن معروفك قد ألجم لسانه، ولم يستطع أن يجازيك حيال ما صنعته إلا الصمت، وذلك من باب أن الكلمات مهما بلغت لن توفيك حقك.
- تشعر حياله بالحرج، لكونه يحمل هم معروفك الذي أثقل كاهله وعقد لسانه.
- تمر الأعوام، وتدور الأيام، ويشاء الله أن تكون لك حاجة ومن اليسير على صاحبك قضاؤها، فتفكر فيه من باب رفع الحرج عنه، وحتى يتخلص من هم معروفك، وشؤم لقائك والحديث معك، فإذا به يتهرب منك، ويماطل ويسوّف، بل أكثر من ذلك، يشعرك بأنه أكبر منك شأناً وأعلى منزلة وقدراً، و(الأحمق إن أقبلتَ عليه اغتر)، حينها تكتشف بأن صمته لم يكن عن وفاء، بل نكران وغباء، وما ظننته صمتاً جميلاً، ليس إلا جهلاً وحمقاً ثقيلاً.
- لا يعنيك كثيراً موقفه بقدر ما تعنيك التجربة التي أودعتها حصيلة تجاربك في الحياة، فهي أكبر وأثمن من حاجة لك تقضى به وبدونه.
- حقاً.... الناس معادن، و(لا مصيبة أعظم من الجهل).
آخر الكلام:
ومن يجعل المعروف في غير أهله
يكن حمده ذمّاً عليه ويندم