كانت لحظــة تاريخية، ونقطة فاصلة حين أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشروع القرار - العربي السعودي - بشأن سوريا، مطالبا بانتقال سلمي للسلطة، ورحيل بشار الأسد. بعد أن عجز المجتمع الدولي عن التحرك بحزم ضد النظام السوري، مع أن تلك المرحلة الانتقالية لن تكون سهلة ؛ لكنها مهمة في تكثيف الضغط سياسيا، بهدف إزاحة النظام، وحلحلة الأزمة، كونها وصلت إلى طريق مسدود.
لم يعد بالإمكان، الاستمرار في معالجة الأزمة السورية، - خصوصا - أنها مستمرة على مدى الأشهر - السبع عشرة الماضية -، وهي تعيش الأزمة الأكثر مأساوية في تاريخها ؛ نتيجة الحل الأمني، والعسكري ؛ لمواجهة الانتفاضة الشعبية. بل يكاد الوضع ينزلق نحو حرب أهلية، وعنف طائفي، الأمر الذي سيؤثر على المنطقة ككل، وسينزلق الموقف إلى وضع خارج عن السيطرة، وهو ما يتطلب التعايش مع أزمة مفتوحة على كل الاحتمالات. قرار المشروع العربي السعودي، يتضمن الدعوة إلى إنشاء مناطق آمنة ، وتأكيد وصول المساعدات الإنسانية، وتطبيق العقوبات السياسية، والاقتصادية التي قررتها الجامعة العربية. وسيحقق نقلة مهمة للشعب السوري، وما أرادته المعارضة بشكل صحيح، وذلك من خلال تحقيق أكبر قدر ممكن من التوافق الدولي، والذي وصل عدده إلى “ 133 “ دولة، حول كيفية التعامل مع النظام السوري ؛ لإجباره على الرحيل، ووقف آلة القتل، يعكسه - مع الأسف - تفاقم سوء الأوضاع الإنسانية، والمعيشية، واتساع دائرة الدمار، والجرائم ضد الإنسانية. في غمرة هذه التطورات المتسارعة، فإن توحيد صفوف المعارضين داخل البلاد، وخارجها - مطلب مهم - ؛ من أجل الاتفاق على خارطة طريق ؛ لنقل السلطة. ولن يكون الأمر كذلك إلا بالتأكيد على وجود رؤية موحدة حول البرنامج السياسي للدولة السورية ؛ للحفاظ على مكاسب الثورة، ونيل ثقة الشارع السوري. وعلى المجتمع الدولي، التحرك لفرض حظر استخدام الطيران من قبل النظام السوري، والعمل على إيجاد بديل عملي، كإقامة مناطق آمنة - كما هو منطوق القرار -، توفر الحماية لأكثر من مليوني نازح. خلاصة القول : النظام السوري يعيش العد التنازلي لأيام معدودة، وبقاؤه في الحكم باتت معدودة - أيضا - ؛ حتى وإن طالت، وسيدفع الثمن غاليا. وقد أثبتت الأيام صدق هذه التوقعات، فالمرحلة التي نعيشها تقرير مصير، ومعركة بقاء. والثورة السورية على أعتاب مرحلة مهمة، والتحولات النوعية تسير في الاتجاه الصحيح - بإذن الله - ؛ - من أجل - استعادة التوازن في المنطقة كما كان عليه قبل عام 2001 م، وجرّ النظام إلى مكبّ التاريخ، عندها - فقط - سنطوي صفحة سوداء من الجرائم البعثية، وستثمر دماء الشهداء حرية يبزغ فجرها من جديد.
drsasq@gmail.com