ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 07/08/2012 Issue 14558 14558 الثلاثاء 19 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

رمضانيات

 

في رحاب رمضان

رجوع

 

ما إن يتم الإعلان عن قدوم شهر رمضان المبارك إلا وترى الكثير من الناس -إلا من رحمه الله- في هجمة شرسة على الأسواق للبحث عن ما لذ وطاب من المآكل والمشارب المختلفة، وكأنهم لم يعهدوا ذلك من قبل، بل إن الكثير من التجار يعمل على تصريف بضاعته التي قاربت على انتهاء صلاحيتها في بداية هذا الشهر الكريم وبأسعار مضاعفة استعدادا لاستقبال البضاعة الجديدة، فلماذا كل هذا الهلع والإقبال المبالغ فيه، وكأن هذا الشهر الفضيل موسم للأكل والشرب فقط لا غير ؟؟ نعم لقد فقد الكثير منا المزية الخاصة والحكمة البالغة من فريضة شهر الصيام؛ فالحكمة من فريضة الصيام هي أنها:- عبادة يتقرب بها العبد إلى الله بترك حب ما جبل عليه من حب للطعام والشراب في أوقات معينة لينال بذلك رضا ربه والفوز بكرامته لإيثاره طاعة ربه على الخضوع لما أحب، كما أن الصيام سبب للتقوى إذا قام الصائم بواجب صيامه قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ فالصائم مأمور بتقوى الله عز وجل وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وذلك هو المقصود الأعظم بالصيام وليس المقصود بتعذيب الصائم بترك الأكل والشرب وغيره من المباحات، كما أن الصيام فرصة ليعرف الغني قدر نعمة الله عليه ويتذكر بذلك أخاه الفقير الذي لا يتيسر له الحصول على ذلك فيجود عليه بالصدقة والإحسان، كما أنه فرصة ليتمرن الإنسان على ضبط نفسه وكبح جماح شهوته والسيطرة عليها حتى يتمكن من قيادتها لما فيه خيرها وسعادتها في الدنيا والآخرة، كما أنه فرصة للتقليل من الأكل والشرب وإراحة الجهاز الهضمي فترة معينة تعينه على التخلص من رواسب وفضلات الجسم الضارة بالجسم. نعم، فشهر رمضان يعتبر خير معلم ومؤدب للنفس البشرية، كما أنه خير معالج للإنسان من جميع أسقامه وعلله التي تتلاشى في خضم هذه الروحانية التي يزفها قدوم الشهر الفضيل فأجواء رمضان المفعمة بالروحانية والإيمان الصادق تدعو الجميع إلى الصدق والتسامح والبعد عن الكذب والخداع والنميمة، كما تدعو الجميع إلى محاسبة النفس.

إن بلوغ شهر رمضان نعمة كبرى ومنة عظمى لا يقدرها إلا من عرف قدرها ومن وفقه الله لفعل الخيرات فيجب على كل مسلم ومسلمة اغتنام هذه الفرصة العظيمة وهي قدوم هذا الشهر المبارك في تغيير ما يمكن تغييره وإصلاح ما يمكن إصلاحه بتهذيب النفس وتعويدها على فعل الطاعات، والبعد عن المنهيات والمحرمات فالنفس سهلة الانقياد وخاصة في هذا الشهر الفضيل، والله الموفق.

حمود دخيل العتيبي - Homod7@hotmail.com
 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة