دعوني أولاً أن أدعوكم جميعاً لنقف إجلالاً وتقديراً وإعجاباً بالإنجازات الكبيرة التي حققتها (الهيئة الوطنية لمكافحة المخدرات في المملكة العربية السعودية). ولن نتمكن من تقييم هذه الإنجازات والتي تمس كل فرد من أفراد المجتمع السعودي (رجاله ونساءه - شيوخه وأطفاله - المواطنين والمقيمين) حتى نتأكد من معرفتنا بأضرار المخدرات والوقاية منها في حالة عدم وجود هذه الهيئة. من مهمات الهيئة الرئيسية هي تأسيس مجتمع واع بأضرار هذه (الآفة) التي أصبحت عدوة المجهولين وقاتلة المشهورين.
كذلك دورها في تعزيز المشاركة المجتمعية في مواجهة (المخدرات بأنواعها) والمؤثرات العقلية من خلال البحوث العلمية الجادة والأنشطة الوقائية والعلاجية والتأهيلية المبتكرة, وتقديم الخدمات الاستشارية والتدريبية. والهيئة الوطنية لمكافحة المخدرات لم تكن قادرة على تحقيق كل تلك الإنجازات في حماية الوطن والمواطن والمقيم،لولا أهدافها الواضحة للجميع ومنها:
- تشجيع البحث العلمي ودفع المعرفة في مجالات الوقاية من المخدرات من خلال رصد ودراسة القضايا والظواهر والمشكلات الاجتماعية المرتبطة بالمخدرات وتأثيراتها المتوقعة، ووضع المقترحات والحلول والتوصيات بشأنها.
- المشاركة في نشر الوعي المجتمعي بأخطار المخدرات عن طريق جميع وسائل الإعلام والاتصال (الاجتماعي) من خلال وسائله المتعددة: «الفيسبوك -التويتر - اليوتيوب - والبلاك بيري... وغيره.
- تعزيز مشاركة الأفراد والمؤسسات الاجتماعية في مجال البرامج الوقائية والتأهيلية.
- تصميم برامج التعليم والتدريب الوقائي وتنفيذها لرفع كفاءة المشاركين من أفراد المجتمع.
- وضع آليات ومناشط مناسبة لتنمية الموارد المالية لبرامج مكافحة المخدرات التي تنفذها الهيئة الوطنية لمكافحة المخدرات.
ولمعرفتي الشخصية والقريبة من المسئولين في الهيئة الوطنية لمكافحة المخدرات (والتي تجعلني ملماً بكل منجزاتها)، فإن دورها لا يتوقف فقط على المطاردة والقبض على (تجار المخدرات) أو المروجين والمتعاطين، بل دورها أكبر من ذلك بكثير. مثلاً من أهم أدوارها هو (معالجة وتأهيل المدمنين في سرية كاملة). فالشخص المدمن في نظر الهيئة هو (مريض) يحتاج إلى علاج من خلال دورات متخصصة ومتعددة, بحيث تمكن المدمن من الاستفادة بشكل كبير من المادة العلمية, والتي ستؤهله (بقدرة الله عز وجل) ثم بجهود وعناية المتخصصين والخبراء في الهيئة الوطنية لمكافحة المخدرات في أن يكون مفيداً لدينه ثم لبلاده ومجتمعه وأسرته. والآن سيداتي سادتي, متى نستطيع أن نقول العبارة الشعبية والمتفق عليها في بلادنا الحبيبة: «أن تكون الهيئة الوطنية لمكافحة المخدرات» هي التاج الذي بالفخر والاعتزاز نضعه على رؤوسنا؟ الجواب سيداتي سادتي واضح وصادق، وبكل بساطة دعونا ننظر حولنا ونشاهد أو نسمع أو نقرأ الأخبار التي تنقل لنا من دول العالم المتحضر عن (ما فعلته المخدرات فيهم)؟ والتي لم تفرق بين فقير أو مليونير، بين مجهول أو مشهور.. فقبل فترة ليست بقصيره, قضت المخدرات على نجم (البوب الأمريكي - مايكل جاكسون). وبالأمس فقط رحلت النجمة الأمريكية والعالمية (ويتني هيوستن) والتي سبقها الكثيرون ربما أشهرهم قاطبة نجم الروك أند رول (إلفيس برسلي) والقائمة كثيرة... والجميع توفوا مبكراً بسبب تعاطي المخدرات.
ألا يحق لنا نحن في المملكة العربية السعودية الآن أن نضع «صمام الوقاية والحماية والأمان -الهيئة الوطنية لمكافحة المخدرات- تاجاً ذهبياً من القيراط الذهبي الأصلي على عقالنا فوق الرأس؟
farlimit@farlimit.comالرياض