كثيراً ما يرد مثل هذا التساؤل على لسان الكثير، رجالاً ونساءً.. إلا أننا نراه من جانب النساء أكثر، وتناوله من قبلهن أعمق.. وأشمل.. وأعم.. وهو يتباين ويختلف باختلاف البيئات والثقافات والميول والاتجاهات..
والحقيقة أن الإسلام الذي يدين به هذا المجتمع بطوائفه المختلفة، قد كفل للمرأة حقوقها منذ مئات السنين. ونرى نتائج تطبيق تعاليمه السمحة في يومنا هذا بأن أصبحت المرأة متعلمة ومثقفة وعاملة وفاعلة في المجتمع، في إطارٍ من الحشمة والرقي يغلف مسيرتها أينما حلّت أو ارتحلت.. رغم محاولة البعض تهميشها كشريك أساسي في بناء المجتمع.
ولكن هذا لا يمنع أن يكون لكل شيءٍ ما يكدر تمام كماله، فرغم أرتال الخريجات الجامعيات، إلا أن هناك «شريحة كبيرة» منهن ما زالت ترزح تحت وطأة «الأمية» رغماً عن أنوفهن! وذلك إما لجهل أولياء الأمور بأهمية «تعليم المرأة» أو بحجة أن المرأة لا يصح أن تخرج من بيت أبيها إلا لبيت زوجها، ولا يصح أن تخرج من بيت زوجها إلا «للقبر»! وما هذه «النظرة القاصرة» من بعض هؤلاء إلا بسبب «عقولهم القاصرة» عن فهم أن «النساء شقائق الرجال»...
ومن ناحية أخرى نرى مشاكل «العنف الأسري» التي تقع من بعض أولياء الأمور، آباء أو أزواجاً أو إخوة «وأحياناً أبناء» تجاه تلك القوارير؛ ظناً منهم بأن «الرجولة» هي أن «تفرد عضلاتك» على تلك المسكينة، وأن القوامة هي أن «تقيم» الدنيا ولا «تقعدها» إذا ما حاولت أن تطلب منك أبسط حقوقها: من مصروف أو زيارة أهل، أو شراء أبسط الاحتياجات، أو إبداء رأيها فيما يتعلّق بحياتها الخاصة، متناسين حديث رسول الله صلى (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).
أما وظيفياً، فنرى «المرأة العاملة» تعاني الكثير من المشاكل في المنزل والعمل، ففي المنزل نرى أن مسؤولية المنزل وتربية الأطفال تقع على كاهلها «تماماً» أسوة بغير العاملة، ولا نرى تعاوناً يذكر من جانب الرجل. أما وظيفياً، فنرى أن «الثقافة القانونية» لدى الكثير من النساء العاملات ليست عالية، مما نتج عنه عدم معرفتهن بحقوقهن المالية والوظيفية، ومعاناتهن من «بخس حقوقهن» أو «إهمال واجباتهن»!
إذاً يمكننا القول بأن المرأة في مجتمعنا لديها همومها ومشاكلها، سواء أكانت ابنة أو أختاً أو أماً أو زوجة، وسواء أكانت ربة منزل أو عاملة.. ومعرفتنا بهذه الهموم وإدراكنا لها و»اعترافنا» بوجودها هو بداية جميلة وصحيحة لحلها. والحل لا يمكن أن يأتي بين «ليلةٍ وضحاها» ولكنه يحتاج إلى المزيد من الوقت والكثير من الصبر، وقبل هذا وذاك.. الكثير والكثير من «العقلانية»...
وفي النهاية لا يسعنا إلا أن نقول:
دمتِ لنا «فخراً» يا نصفنا الثاني....
- شقراء