بقلم - ه. جايمس ويلسون وإيلاين إيسينمان:

في أعقاب تصريح «أبل» عن بيانات أرباحها في الرابع والعشرين من شهر تموز/يوليو، لاح في الأفق سؤال مهم تمحور حول ما إذا كانت الشركة ستظلّ قادرة على إدخال تعديلات ناجحة على إعدادات منتجاتها في غياب رئيسها التنفيذي الأسطورة ستيف جوبز.

فحسبما أظهرت عدّة تحليلات صحفية وأخرى مرتبطة بالسيرة الذاتية لستيف جوبز، كان هذا الأخير وراء حس «التحرير» المهم الذي يربو عليه عدد لا يُستهان به من أبرز التعديلات في الإعدادات التي أتت بها شركة «أبل» – بما في ذلك تقليص مدّة إقلاع حاسوب «ماكينتوش» بواقع 10 ثوانٍ. أما اليوم، وفي ظل عدم تأتي أي مدخلات عن جوبز، يبدو أن سوق «وول ستريت» وعملائه ما عادوا أكيدين إلى حد كبير مما إذا كانت التعديلات التي سيتم إجراؤها على إعدادات جهاز «الأيفون 5» ستحمل في طياتها حس التحرير نفسه.

وهذه القدرة على التعديل في إعدادات هذا المنتج أو ذاك هي مهارة أساسية لا بد لمعظم الشركات أن تتحلى بها، على حد ما استشفيناه في تحليلاتنا الأخيرة للبيانات المرتبطة بـ180 رئيساً تنفيذياً. ولكن، خلافاً لشركة «أبل»، لا تعتمد أكثرية الشركات على رئيسها التنفيذي من أجل إجراء تعديل في الإعدادات. وتشير تقارير الرؤساء التنفيذيين بشكل خاص إلى احتواء المؤسسات حيث يعملون على نوعين من المواهب القادرة على إجراء مثل هذه التحسينات، ونعني بهاتين الموهبتين: «المسؤولين عن إعادة الصياغة» و»المسؤولين عن غربلة الفرص».

ويشبه المسؤولون عن إعادة الصياغة محرري المقالات الجيدة الذين يساعدون الكتاب والمؤلفين على إيجاد طرق جديدة تحدد أطراً لأفكارهم. وعلى الصعيد المؤسساتي، يساعد المسؤولون عن إعادة الصياغة الشركات التي يعملون لصالحها على تحديد فرص ابتكار وتقنيات أفضل لمعالجة المشاكل.

أما المسؤولون عن غربلة الفرص ، فهم أشبه بالمحررين من أصحاب المعارف العميقة وذوي القدرة على معرفة أي من الكتب المقترحة سيكون الأكثر مبيعاً في المرحلة التالية. فلهؤلاء الموظفين القدرة على تسخير تجربتهم الواسعة في قطاعٍ معيّنٍ واقتناص الفرص داخل الشبكات الاجتماعية التي يتواجدون فيها والأسواق الإقليمية. وإن كنتم تخشون وجود نقص في عدد المسؤولين عن إعادة الصياغة أو غربلة الفرص، تلفت أبحاثنا نظركم إلى أن بإمكانكم تدريب موظفيكم الحاليين على هاتين المهارتين. كما بإمكانكم تشجيع الناس على إجراء تعديلات اختبارية قليلة المخاطر على إعدادات ما تقدمونه من منتجات، لا سيما بوجود أدلة تؤكّد على المساعدة الفعلية التي قد تتأتى عن مثل هذا النوع من التعديلات. وبحسب رؤسائنا التنفيذيين، ثمة ثلاث طرق لمعرفة ما إذا كان هذا المنتج أو ذاك قابلاً للتعديل:

-التراجع. يشكّل التراجع الملحوظ في مبيعات العملاء دليلاً واضحاً على أن التعديل على الإعدادات يمكن أن يكون خير مساعد.

-الطلب. من المحتمل أن يكون الطلب المباشر للعملاء فرصةً لإجراء تعديل على الإعدادات.

-انعدام الترابط. غالباً ما تتحلى الأنشطة التجارية بين الشركات برؤية مقلوبة ومتميزة للتفاعلات القائمة بين المجموعات والوظائف داخل المؤسسات العميلة. وغالباً من تستفيد من هذه النقطة الإيجابية لتحديد الأعطال القابلة للتعديل على مستوى المساهمة والتواصل.

ولكن تذكروا دائماً أنه لا حاجة تدعوكم إلى إجراء تعديل على إعدادات منتجاتكم العالية المجازفة مثال «الأيفون 5». وابدأوا من الصفر، حيث إن التعهد بإرساء قيمة في بيئة لا تشوبها الكثير من المخاطر يحثّ الناس على المضي قدماً وصقل مهاراتهم في مجال التحرير.

(ه. جايمس ويلسون هو أحد كبار الباحثين في «بابسون» للتعليم التنفيذي (Babson Executive Education) وأحد المشاركين في تأليف «القائد المنظم الجديد: كيفية إعداد قادة قادرين على استغلال الفرص الاجتماعية والاقتصادية» (The New Entrepreneurial Leader: Developing Leaders Who Shape Social and Economic Opportunity). وإيلاين إيسينمان، هي عميدة «بابسون» وأحد كتاب «لم أتوقع الأمر» (I Didn’t See It Coming).)