بقلم - رون أشكيناس :

تبحث كل شركة عن الصيغة السحرية التي ستمكنها من تقديم خدمات ومنتجات فريدة من نوعها. وتكمن أفضل الاستراتيجيات -لا سيما بالنسبة إلى الشركات التي تضم الكثير من الأشخاص الموهوبين والمبدعين- في التفكير بطريقة جدية فيما يقف عقبة في وجه الابتكار الذي يمكن تسريع وتيرته بمجرد تحديد العوائق وإزالتها، والدأب على تعزيز القدرات الموجودة.

وفي هذا الإطار، ثمة عشر عقبات شائعة يمكن أن تعرقل قدرة أي مؤسسة على الابتكار. وما عليكم في البدء سوى التفكير إلى أي مدى تنطبق كل واحدة منها على شركتكم:

1. تركيزنا على النتائج القصيرة الأمد يبعد عنا الأفكار التي يستغرق تنفيذها وقتاً أطول.

2. خوفنا من حرمان أعمالنا الحالية من الموارد الحيوية يحول دون استثمارنا في مناطق جديدة.

3. معظم مواردنا مسخّر لأعمالنا اليومية، وغير متبقٍ منها سوى القليل لتنفيذ ما نصبو إليه من أهداف ابتكارية.

4. الابتكار هو وظيفة شخصٍ آخر ولا يشكل جزءاً من مسؤوليات الجميع.

5. تركيزنا على الفعالية يقضي على كل وقت فراغ يمكن تكريسه للخروج بأفكار جديدة.

6. ما من عملية ثابتة نعتمدها لتغذية أفكارنا الجديدة ودعمها.

7. محفزاتنا تتجه نحو توسيع رقعة أعمالنا اليوم وتقليص المخاطر.

8. المدراء غير مدربين ليكونوا قادة في مجال الابتكارات.

9. المدراء يبحثون فوراً عن خلل في الأفكار الجديدة بدلاً من استنباط ما تشتمل عليه من إمكانيات.

10. نحن نسعى خلف فرص من الداخل بدل أن نبحث في احتياجات العملاء.

ومن ثم، وبعد التفكير بكل هذه الأسئلة، عليكم أن تجمعوا فريق عملكم لتناقشوا وإياه الأجوبة التي توصلتم إليها. ومن المحتمل أن ترغبوا أيضاً في توجيه هذه الأسئلة إلى مجموعة أوسع وتعرفوا ما ستكون عليه رد فعلها. والأهم في كل ذلك أن تستخدموا قائمة العقبات هذه كمنصة للتحاور بشأن ممارسات الابتكار التي تعتمدها شركتكم.

فمن خلال هذه العملية، اتفقت مجموعة تضم 50 مديراً كبيراً من ذوي الإمكانيات العالية في أقسام مختلفة من إحدى شركات التصنيع، على اعتبار مسألة تركيزها على محفزات قصيرة الأمد عائقاً في وجه دعمها للابتكار – وفي هذا الموقف نقض للرسالة التي عبّر عنها الرئيس التنفيذي، ما حدا بالمدراء على مباشرة الحوار مع الرئيس التنفيذي بشأن طرق بديلة لتمويل الابتكار، والتدقيق في صحة الأفكار الجديدة وتسريع وتيرة التقدم. إلى ذلك، وفيما لا يزال من المبكر جداً معرفة ما إذا كانت هذه التحولات قد أحدثت تغيراً، لا بد من التلميح إلى أنه قد سبق لها أن قلّصت من حجم التوتر كما أسهمت في القضاء على البيانات المتفاوتة ذات الصلة بالابتكار.

وفي الختام، يشار إلى أنّ لكلّ منا القدرة على الابتكار. وما علينا أحياناً سوى الخروج عن مسار أفكارنا الاعتيادي والتصرف بفرادة.

(رون أشكيناس هو مدير شريك في «شافر كونسلتينغ» (Schaffer Consulting). شارك في تأليف «ذي جي إي وورك أوت» (The GE Work-out) و»مؤسسة بلا حدود» (Boundaryless Organization). يحمل كتابه الأخير عنوان: «فعال وحسب» (Simply Effective). )