قال جل من قائل ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ . وشهر رمضان الكريم بما حباه الله من فضل وقيمة فرصة لا تعوض لاكتساب الأجر، حيث تكثيف العبادات من صوم وصلاة وزكاة وصدقة وتلاوة لكتاب الله الكريم وردع للنفس الضعيفة عن الجري وراء شهواتها الجائزة والممنوعة، ومن شهوات النفس الغضب والنميمة والضغينة والرغبة في الانتقام ممن تجاوز حده بحقنا، فهل نصل بالكرم إلى ما هو أبعد من دفع صدقة لمستحق وتفطير صائم أو إحسان إلى مسكين بأن نضاعف أجرنا ونحتسب ذلك عند الله تعالى هل نكرم أنفسنا برصيد يحفظه الله لنا في يوم نحن فيه بحاجة الحسنات.
من خيرات هذا الشهر أن ترق قلوبنا وتشف أرواحنا ونكون أقرب إلى الحق من بقية أيام العام الطيب المحتسب ما يفعل في خانة القربى إلى الله من يحاول إزالة ما علق بنفس أحد أخطأ بقصد أو بغير قصد بحقه يذهب إليه ويطلب منه السماح والصفح ويعتذر بكلمة طيبة ترطب النفس وتبهجها.
وهناك ما هو أروع وأجمل وأبلغ وأكرم من ذلك وأبواب الخير لا حدود لها لمن أراد الدخول إلى روضة الأجر والثواب، والردعة هنا تكمن في السيطرة والانتصار على الهوى وتحقيق أمر الله سبحانه وتعالى في الآية الواردة في أول الحديث.
هل طُعن أحدنا من قريب أو صديق أو جار أو زميل وأحس بالمرارة والقهر والوجع وسهر الليل متأثراً بجراح نفسه المصابة سيكون الجواب من كثير منا بنعم إذن هل فكرنا أن نكون أكبر من الجرح وأكرم من الجارح ونقف موقف الكرام ونسامح من وجّه لنا الطعنة ونحتسب ذلك عند الله ونحقق قول الرسول صلى الله عليه وسلم (من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه).
وقفة لــ ابن الرومي
خـذ العفو واصــفح عن أخٍ بعــضَ عـيبه
إذا ما بـــدا وارفــق بمــن أنت غامـزُ
فإن هـو أدّى بعــض حـقــك فارضــه
فـلـيـــس بمـغـبــــونٍ أخٌ مــتــجـــاوز
fm3456@hotmail.com