نحن شعب المملكة العربية السعودية ننعم بخيرات وفيرة ونعم كثيرة,ومن هذه النعم نعمة السيارة التي نقضي بها حوائجنا وحوائج ذوينا ومن أولئك الذين بأيديهم سيارات هم مراهقي وشباب بلادنا العزيزة, وقطاع الشباب يشكل نسبة كبيرة ومن ثم تكون السيارات التي يملكونها كثيرة هي الأخرى, إن شباب بلادنا الغالية مع الأسف الشديد لا يحسنون التعامل مع سياراتهم فيحسبون أن السيارة وسيلة لهو وتبذير للمال وما علم هؤلاء الشباب أن نعمة السيارة تستحق منا الشكر لله والثناء عليه ولكن بعض شبابنا حفظهم الله ورعاهم أصبحت السيارة بأيديهم بمثابة سلاح فتاك أودى بحياة الكثير، فكم من شاب قعيد الفراش من حادث مروري أليم وكم من شاب معوق كان بالأمس يقود سيارته بتهور وإذا به فجأة على كرسي متحرك، وكم من شاب واريناه الثرى جراء حادث أليم أحزن والديه وقطع أكبادهم حسرة عليه, إن بعض شباب بلادنا لم يشكروا النعم التي بأيديهم فكم من شاب في الدول المجاورة يتمنى ويحلم أن يكون وراء مقود سيارة ما , إن إباءهم عجزوا عن تحصيل سيارة يقضون بها حوائجهم ناهيكم عن عدم حصول أبنائهم على سيارة, إنه يوجد هوة كبيرة بيننا وبينهم فلله الحمد والمنة على هذه النعم التي نرفل بها صباح مساء.. يا شباب بلادي الغالية اشكروا الله على ما بأيديكم فأحسنوا استعمال سيارتكم ولا تستعملوها في اللهو الذي يفضي بكم إلى مهاوي الهلاك والردى، وإن لنعمة السيارة عليكم حقوقاً كثيرة فهل من شكر لنعمة السيارة أن تفحطوا بها وآباءكم دفعوا بها أموالا طائلة وربما استدانوا لذلك من أجلكم ؟هل من شكر نعمة السيارة أن لا تعطوا الطريق حقه وأن تؤذوا الشيخ الكبير والطفل الصغير بلهوكم الذي ليس هو من الذوق والأدب في شيء؟, إن السيارة نعمة أوجدها الله تعالى لكم لتقضوا بها حوائجكم وحوائج ذويكم وتستعملونها في اللهو المباح الذي لا ضرر فيه عليكم, شباب بلادي الأعزاء أنكم حينما تخرجون من بيوتكم وتمتطون صهوة سيارتكم الفارهة فإن والديكم ينتظرون عودكم فلا تفاجئوهم بما يكرهون, ما أجمل المشهد حينما ألتفت عن يميني أو شمالي فأرى شابا يقف عند الإشارة الحمراء بكل أدب وذوق إن مثل هذا الشاب هو الذي نتمنى أن يحذوا شبابنا حذوه, ولكن مع الأسف الشديد أحيانا ألتفت يمينا أو شمالا فأتقطع أسى وحسرة حينما ألتفت فأشاهد شابا على النقيض من السابق يلعب بسيارته وقد تخلى عن جلباب الحياء والذوق العام, يا شباب بلادي اأعزاء أشكروا الله على هذه النعمة التي حُرم غيركم منها ولم يستطع أن يكحل عينه برؤيتها ,إني ومع ذلك كله أتوسم في شبابنا الخير والصلاح ولكن الذي أدى إلى هذه التصرفات هو من قصور في التربية التي يتلقونها من بعض جهات الضبط كالبيت والمدرسة, إني أرى أن جهات الضبط وعلى رأسها البيت مقصرة حتى النخاع في تهذيب الناشئة, إن جهات الضبط أحيانا عندما لا يحسنون في مجال التهذيب والتربية فهم دائما لا تقع عيونهم إلا على مساوئ الشباب فقط ولكن لو أن المربين والمصلحين والوعاظ والدعاة وخطباء الجمعة طرحوا مسألة التهذيب والتربية طرحا متوازنا فرأوا المحاسن عند الشباب وشجعوهم عليها وشاهدوا المثالب وحثوهم على تركها, إن الناشئة اليوم أرض خصبة لغرس الفضائل والآداب فهي مكان لزرع كل ما من شأنه من أجل أن يكونوا معاول بناء وركائز هامة في هياكلنا التنموية. ولكن الشاب حينما يرى أن جهات الضبط لا تعرف منه إلا المساوئ فإنه حينئذ يُسقط في يده ومن ثم يذهب يتشفى بجهات الضبط لاسيما أبويه اللذان يغرقانه بجملة من المحاذير والنواهي ومن ثم إذا غاب الشاب عن والديه فإنه يمارس اللعب والتهور ليس في قيادة السيارة فحسب بل في جميع شئونه, إننا لو أعطينا الأبناء الثقة والتعويل عليهم في كثير من أمور الحياة لخجلوا منا ومن أنفسهم أولا ومن ثم يحسون بالرجولة فيبتعدون عن مهاوي الخطأ, وأخيرا أرجوا من شباب بلادي الغالية كل التوفيق وأن يكونوا على قد المسئولية المناطة بهم والمرجوة منهم.