الإدارة بشكل عام ُتعد فنا ومهارة وعلما، وتحتاج إلى قيادي تبرز لديه مهارة في إدارة أعمال المنظومة التي يديرها باقتدار،وإدارة المدرسة تكون بحاجة أكثر إلى قيادي أكثر من حاجتها إدارياً، قيادي تتشكل فيه سمات الإدارة الحديثة التي تعتمد القيادة الواعية، لشؤون المدرسة، وقضايا التربية والتعليم، وإدارة الأزمات؛ لأن المدرسة ليست إلا صورة مصغرة للمجتمع الكبير، إلا أنها مجتمع مدرسي، تحفل بالأنشطة المتنوعة، وتتنوع فيها السلوكيات، وتتعدد بداخلها أنماط من الشخصيات، شخصيات الطلاب والعاملين فيها، بما في شخصياتهم من سمات متنوعة، بين شخصية مستقرة، وأخرى مضطربة، وثالثة هادئة، وشخصية رابعة عصبية، وخامسة مثيرة للقلاقل، شخصيات متنوعة بحسب الظروف المشكلة لها، لهذا فالمدرسة تحتاج إلى أن يكون مدير المدرسة قيادياً حكيماً، خاصة في ظل الصلاحيات التي منحت له مؤخراً تربو على 53 صلاحية، وفي ظل منحه الثقة للتصرف في ميزانية تشغيلية لمدرسته، وهذه جملة من المهارات التي أحب طرحها سريعاً حول ما يجب أن يتحلى به أي مدير مدرسة، ليكون قيادياً ناجحاً، فعنوان أي مدرسة ناجحة، يكون دائماً عنوانها الأبرز «مدير المدرسة» ولهذا كتبت عنه:
1- أن يتحلى مدير المدرسة بنظرة متفائلة إلى الايجابيات التي تسجل بالمدرسة، كتميز بعض المعلمين في أدائهم، تميز بيئات الفصول، تميز حماسهم للأنشطة، ولا يعني التركيز هذا، يعني إهمال جوانب القصور، أو عدم الالتفات إليها لمعالجتها كقضايا الغياب غير المبرر، أو ضعف الأداء.
2- يستمر في بعث الإبداع في نفوس العاملين في المدرسة، من خلال حثهم على التطوير والتغيير في الأداء، في بيئات الصفوف، في أساليبهم وطرائقهم.
3- يشرك المعلمين في صناعة قرارات المدرسة، لأن هذا سيشعرهم بالانتماء للمدرسة، ويزيد من ثقتهم، كأخذ رأيهم في قضايا تربوية تطرح عبر اجتماعات المدرسة، رأيهم في جداولهم، تكليفاتهم.. إلخ.
4- يرفع شعار الجودة والإتقان في تنفيذ الأعمال، ولا غير الجودة، فهي مبدأ إسلامي ومطلب ديني «إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه» والجودة تبدأ بإحياء الرقابة الذاتية.
5- يشجع العمل بروح الفريق الواحد، مع عدم إهمال تشجيع أصحاب الأعمال المتميزة، والإبداعات العملية الفردية لأنها مبادرات شخصية يجب تقديرها، حتى لا يهضم حق التميز.
6- يتناول الكثير من قضايا المدرسة بمبدأ الحكمة، ويتحرى العدالة، والله يقول في كتابه {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ} وقال جل في علاه {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} كنصاب الحصص، مراعاة ظروف المعلمين، تكليفات اللجان والأنشطة بحسب الميول.
7- يبتعد عن الممارسات الإدارية التقليدية، ويتجه نحو الممارسات العملية الحديثة،مع توظيف التقنية الحديثة والتكنولوجيا، في مناحي العمل المدرسي.
8- يبتعد عن أساليب النقد الذي لا يخدم مسيرة العمل المدرسي ولا يفضي للإصلاح، مع أن النقد مطلب مهم.
9- يبتعد عن خلق تبريرات قد تكون مدخلاً للمعلم المقصر، كتقليل المدير من مهام العمل المدرسي ومتطلباته، كأن يقول، إن الإعداد الكتابي من الشكليات غير المهمة، أو لايعبأ بمتابعة سجلات المتابعة، ويشجع المعلمين على اصطحاب الوسائل التعليمية، ولا يهتم ببيئات الصفوف.
10- يفكر في أساليب إبداعية تعالج جوانب القصور عند بعض العاملين, كوضع حوافز، أو جوائز، أو تكريم لمن يحافظ على الدوام، ويحضر الاصطفاف الصباحي ويشارك طلابه بفاعلية، لمن يشرك التقنية ويوظفها في التدريس، لمن يهتم بالمشاركات الايجابية تنفيذا وهكذا.
11- يعطي الاجتماعات واللقاءات ومجالس المدرسة نوعا من الاهتمام بداية بالتخطيط والتنفيذ ثم المتابعة وإطلاع الجميع على محاورها من أجل الإثراء المعرفي بمقترحات جدية، وانتهاء بالمتابعة والتقييم.
12- يدرك أهمية التكريم والشكر كمطلب لاستمرار العمل الجيد لكن عندما يتم تعميم التكريم، لمن يعمل، ومن لا يعمل، فهذا من شأنه أن يفقد طعمه لدى المكرمين من المتفوقين، ولن يشعروا بلذة التكريم.
13- يرفع شعار التطوير والتغيير نحو الأفضل، عن طريق التدريب المستمر، وتنمية مهارات المعلمين، وتنفيذ مشاغل تربوية ودورات تدريبية خاصة في ظل منح الميزانيات التشغيلية المدرسة فرص استضافة.
14- يجسر علاقات المدرسة بالمجتمع المحيط به عن طريق تفعيل مجلس المدرسة، ودعوة أولياء أمور طلاب المدرسة، ويخلق منهم مستشارين يساعدونه في مشكلات الطلاب ودعم قضايا المدرسة.