منذ ما يزيد عن السنة والنصف وبشار الأسد وعصابته يقتلون ويشرّدون ويعذّبون ويغتصبون، بل إن الأمر وصل إلى ترهيب المراقبين الدوليين بالقتل.
لماذا هل لأن الشعب السوري بغالبيته السنية وغيرها من الطوائف الأخرى المؤيّدة لهم يطمحون في تحقيق الحرية والكرامة.
هل لأن الشعب السوري يريد أن يخرج من قوقعة العوز والفقر الذي يعيش فيه.
هل لأن الشعب السوري يريد أن يحكم بالديمقراطية والتعددية وألا يستأثر بالحكم حزب معين أو طائفة محددة.
هل لأن الشعب السوري يريد أن يتخلص من أجهزة الأمن المتعددة التي تكتم على أنفاسه.
هل لأن الشعب السوري يريد أن يُحَكم برئيس يدين بالعبودية لله ويحترم الدين الإسلامي ويقدّر بيوت الله وكتابه الكريم.
هل لأن الشعب السوري يريد أن تُقام شعائر الله في كل مكان في سوريا بما في ذلك ثكنات الجيش ودوائر الدولة.
هل لأن الشعب السوري يريد وقف تدخل إيران وحزب الله في شؤون سوريا الداخلية والمشاركة في قتله.
هل لأن الشعب السوري يريد أن يكون عضواً صالحاً في منطقته العربية والإسلامية.
هل لأن الشعب السوري يريد أن يعود أبناؤه المهجّرون للخارج لوطنهم.
إذاً هذه مطالب محقة للشعب السوري فلماذا تؤيّد روسيا نظام بشار الأسد.
لماذا تقف روسيا أمام مطالب الشعب السوري المحقة.
لماذا تنفرد روسيا بموقف شاذ ومنفرد عن بقية دول العالم التي تؤيّد مطالب الشعب السوري.
ثم لماذا تتردد دول الغرب وفي مقدمتها الولايات المتحدة في اتخاذ موقف حاسم خارج مجلس الأمن لإنهاء معاناة المدنيين والنساء والأطفال في سوريا؟ أين حقوق الإنسان، لماذا يترك بشار الأسد وزمرته يقتلون الشعب بدون سبب وفي أي وقت يريدون؟
لقد قُتل حتى الآن حوالي عشرين ألف مدني بريء من الشعب السوري ومئات الآلاف من المعتقلين وأكثر من مليون ونصف من المهجرين، ألا يكفي ذلك للتحرك أم هو الانتظار حتى يصل العدد إلى مائة ألف قتيل، أم أن السبب أن سوريا ليست غنية بالبترول إذاً أين حقوق الإنسان كما سبق أن ذكرنا.
الولايات المتحدة لم تستأذن روسيا في غزو العراق مع أنه غزو غير مبرر فلماذا تنتظر موافقة روسيا على اتخاذ موقف حاسم من النظام السوري مع أن جرائمه واضحة للعيان أم أن الإدارة الأمريكية الحالية ضعيفة ليست في مستوى إدارة جورج دبليو بوش.
كل هذه الأمور واردة ولكن المؤمل هو الانصياع لصوت العقل باتخاذ موقف حاسم من النظام السوري الذي بمجازره وإرهابه أثبت عدم صلاحيته للاستمرار في حكم سوريا، فالشعب السوري مهما كان الثمن لن يقبل به بعد المجازر والترهيب والاغتصاب والتجويع حاكماً لسوريا.
asunaidi@mcs.gov.sa