(هذا المقال يصف حالة لمشكلة زوجية ما ويضع ويوضح بساطة الحلول للكثير من مشاكلنا، وهي عدم تقعيرها، وهو محاك بشكل درامي)
كانت تدير فنجالها على طاولة بإحدى المقاهي النسائية، كأنما جال في عينيها حدث ضخم توسّع له جفنيها، وهي تصر على حبس دمعة بدأت تشق طريقها للخروج بين اليقين والظن، ولكنها تنبّهت لمن حولها فأدركت أنّ هذا المكان يحبسها عن أيّ ترجمة لانفعالاتها، فهذه تضحك مع صويحباتها، وتلك ترقب كل شاردة وواردة في المكان وتلك تطقطق على جهازها, والكل كمن يتجهز لأيّ مشهد يشدّ الانتباه ويحاك حديثاً في المجالس، أو بين أثير الأجهزة الذكية..
فتدثّرت بالصمت وتوارت عن الأنظار في غطاء خمارها وحملت حقيبتها ورحلت..
بتلك الليلة الثائرة بنفسها الهادئة كونياً كان كل شيء يميل لسكون ولم يبق في الأرجاء نأمة تسمع، غير حشرجة بصدرها تكتظ بها كل أشباح الليل..
وينطوي بها طنين حشراته، ونعيق بوم يشتكي حظه..!
وهي تكابد طول هذا الليل وترقب بالحيرة ساعة رحيله، رنّ هاتفها.. فسمعت: لقد أخطأت وأعتذر منك يا زوجتي..
بهذه اللحظة فقط كان ميلادها الجديد..
ما أسهل أن يدرك الشريكان بالحياة كيف يلملمان ما تبعثر من أوراقهما وما تشقه من طريق بينهما، فيعبّدانه بالتنازل والمبادرة التي تزيد الإنسان قوة وليس ضعفاً، وحين كان الرجل هو القوي كان عليه أن لا يقرع بنعل التجاهل زجاجته..
في أمان الله.