تناقض حالات المناخ في المناطق, هو من آيات الله..،
السماء واحدة.. كما هي الأرض واحدة..
ومع أنها تمطر غيثها في الجنوب، والغرب، فإنها تعصف بالريح والغبار، في شرقها، ووسطها..
الرياض المغبرة، الساخنة، التي لا يتحدث نهارها مع الناس فيها إلاّ بصوت الحر..
تترك للزهور في بعض أنحائها أن تتكلم..!
فالزنبق البنفسجي يرطب قليلاً من الوهج اللافح للوجوه..
والقطة التي تتحوّط صغارها الخمسة وتستظل تحت شجره.. أتخيّلها تستنشق عبيره...
فظله، وشذاه يخففان عنها عناء الحر، والعطش...
الناس من حولها نيام.. إلاّ من هدير صدور الذاكرين في أضحيات رمضان..
حتى رمضان أخاله يتأمّل في الناس، كيف هم معه في صيف الرياض القاهر..
هدير أجهزة التبريد،... يقول الكثير..
شركة الكهرباء تحث بالتخفيض في استهلاك التيار..
والناس حتى بعد الإفطار عطاشى..
ثلاث وثلاثون سنة خبراء الأرصاد يؤكدون، قد مرت قبل أن يعود الشديدُ من الصيف حرارة ً بالصائمين..
وفي كل الأوقات، يذكرون هذه الآيات، يتأمّلونها، يتفكّرون في حكم الله في خلقه، وما خلقها عبثاً ولا باطلاً، ولا قدَّر أوقاتها على نحوها الآن، إلاّ لمزيد من إشراع الباب ليعشوشب الأمل في النفوس, وتزداد الرغبة في إشعال العزيمة لحسن التعامل, مع الغايات العليا، في حضور رمضان، ضيفاً على هذه الأيام، وزائراً بهم لا يلبث أن يودعها، ويتركهم وهم على ما هم عليه..
بينما أولئك السادرون في ترف إحساسهم يتمادون...،
لياليهم مشغولون بالتغريد فيها، أو يتابعون الأحداث. وما يقول المتكلمون كثيراً.., وبالفضائيات وما تلهيهم به طويلاً..
ونهاراتهم مغمورون في النوم..,
أتخيّله رمضان يتأمّل في استضافتهم له, ويتوخّى بعد انتصاف مدة زيارته، ما الذي سيقدمونه في وداعه..؟
أما الحرُّ فهو مشجب، ما أيسر أن يعلّق عليه البشر كل قصور لم يحسنوا معه الوفادة له, ولا بلغوا حسن توديعه...!
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855