بين عقدة المؤامرة وبهرجة الشعارات نقف بين فكّي كماشة، ما بين مطرقة هذا وسندان ذاك، وننظر إلى حالنا بين الأولى والثانية، فالأولى تحبطنا والثانية تنسينا قضايانا المهمة.
قبل فترة ليست بالبسيطة دار هناك جدل سقيم ثم ما لبث أن اختفى عن مسامعنا أو ذهب بريقه، ثم أتى من يبعثه مرة أخرى، وهذا الحدث هو تسمية الخليج العربي وحرص الفرس على تسميته بالفارسي ومحاولة ضغط الفرس على شركة جوجل، وتحديداً خرائط جوجل على أن تسميه بالفارسي، ومثل هذه الشعارات هي التي هزمتنا في ما مضى وما تزال حتى اللحظة تنسج راية الهزيمة، فلن نستعيد المجد والأرض بتسمية أو شعار، فلقد هزمنا على أصداء شعارات ترنيمة بلاد العرب أوطاني شرّ هزيمة. ولسنا الآن بحاجة إلى ما ينسينا قضيتنا مع الفرس وهي قضيه عرب إستان (الأحواز) أو الأهواز، كما يسميها الفرس الذين يتعرّضون للقتل والتنكيل صباح مساء. وقَلّ ما نجد أي قناة كتلك التي ترفع الشعار البائس تذكر أي شيء عن أرضنا وقضيتنا وحقنا المغتصب في بلاد الشاه. ومن بعدها الجزر الثلاث في الخليج العربي. لعلّ التسويق للشعارات الهامشية والافتتان بالمسمّيات هي ما جعل هذه المسرحية الساخرة تلقى رواجاً ومنافذ تسويقية لدى البعض كلسان حال لمرشد أعلى كأنه يقول (ما أريكم إلاّ ما أرى) بعد أن أتقنا الترويج للشعارات، كما أبدعنا في ترتيب الجمل والخطابة من أيام أكثم بن صيفي حتى وقتنا الحاضر، فنحن باختصار بالمصطلح الدارج (بياعين كلام) لا يعجزنا أن نعيد تدوير السلعة البخسة على أمل أن نجد مغفلاً يدفع فيها بالعملة الصعبة. هل نعاني من أزمة هوية كما تعاني تلك القناة من أزمة توجُّه وتريد استجداء المشاهد نحو مشاهدتها ومن أجل هذا أطلقت الشعار. ليت هؤلاء يوجهون لأنفسهم سؤالاً مهماً هل سيعيد مسمّى الخليج العربي الأهواز ويعفيهم من تسلُّط الفرس، أم هل سيعيد الجزر الثلاث ويفعل ما لم تفعله المحاولات الدبلوماسية المستميتة، منذ سنين طوال. فلو أغلق الفرس مضيق هرمز كما يهدّدون ومنعوا حركة الملاحة وتصدير مصدر الاقتصاد الأساسي لدول الخليج العربي هل سينجينا هذا الشعار ويمنع تدهور الاقتصاديات. ولكل هؤلاء أقول فلتكفوا عن الشعارات.