حينما نتحدث عن شخصية بارزة، وإدارية، كشخصية الشيخ عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري، فإنه يطول بنا المقام حول سيرة هذا الرجل الذي أثرى الساحة الأدبية، والفكرية بعطائه، وفكره، وحنكته، فقد أتعب قدميه، وأجهد قلمه، وشحذ همته، ليقدم للوطن وللمواطن والقارىء إضافة جديدة، وفكراً متوقداً!!
وقد ولد الشيخ عبد العزيز التويجري في حوطة سدير، وعندما بلغ سن السادسة من عمره انتقل إلى بلدة والده المجمعة، حيث عاش في كنف أخيه حمد بن عبد المحسن، الذي كان قد عينه الملك عبد العزيز مديراً لمالية المجمعة وسدير والزلفي عام 1928م - 1347هـ خلفاً لوالده الشيخ عبد المحسن.
تعلم القرآن الكريم في الكتاتيب على يد (المطوع) صالح بن نصر الله، وبرزت معاناته من اليتم في طفولته، وأسهمت في تكون شخصيته الأبوية الحانية، حتى كتب (اليتم الموجع أثر في حياتي، وعجزت عن احتماله أو تفهمه آنذاك).
وقد بدأ التحاقه بالعمل العام حينما تطوع ضمن قوات الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية قبل أن يعينه الملك عبد العزيز في عام 1931هـ - 1350هـ مشرفاً على بيت المال في المجمعة وسدير والزلفي، ثم عين رئيساً لمالية المجمعة وسدير والزلفي في عام 1938م - 1357هـ، بعدها عين نائباً لرئيس الحرس الوطني المساعد بالمرتبة الممتازة، ومن ثم تمت ترقيته إلى مرتبة وزير.
وقد فتح الشيخ عبد العزيز بيته في المجمعة للمعلمين القادمين من مختلف بلدان العالم العربي، ضمن موجة إحضار المعلمين العرب إلى السعودية في منتصف الخمسينيات الميلادية، حتى تحول بيته إلى (منتدى ثقافي)، فتفاعل التويجري مع تلك المرحلة بكل ما حملته من تيارات فكرية وخيارات سياسية على مستوى العالم العربي، وتجلى ذلك في دوره الفاعل ضمن المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وكان متقد الذهن، متفتحاً، محباً للعلم، شغوفاً بالقراءة، بارزاً من بين أقرانه.
وقد عاصر الشيخ عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري نهضة وتطور الحرس الوطني حيث شارك في وضع ورسم الخطط والبرامج والسياسات لتطوير الحرس الوطني، وتحديث تنظيماته في كافة مجالاته العسكرية والإدارية والصحية والتعليمية والثقافية، وقد ساهم معاليه في النهضة الحضارية التي وصل إليها الحرس الوطني في كافة المجالات، كما عاصر معاليه بدايات انطلاق المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي ينظمه الحرس الوطني سنوياً وحرص على الاشراف على برامجه ومنتدياته الثقافية، كما أن لمعاليه اهتماماً كبيراً بالتراث والأدب والثقافة.
وله عضوية في العديد من اللجان والمؤسسات، ومنها على سبيل المثال:
- عضو اللجنة العليا لإعداد النظام الأساسي للحكم الصادر بالمرسوم الملكي رقم أ / 90 بتاريخ 27-8-1412هـ.
- عضو اللجنة العليا لإعداد نظام مجلس الشورى الصادر بالمرسوم الملكي رقم (أ / 91) وتاريخ 27-8-1412هـ.
- عضو اللجنة العليا لإعداد نظام المناطق الصادر بالمرسوم الملكي رقم (100 / 92) وتاريخ 27-8-1412هـ.
- عضو مؤسس في مؤسسة اليمامة الصحفية.
- نائب رئيس هيئة الإشراف على مجلة الحرس الوطني.
- نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة.
- سجل باسمه كرسي الزمالة بجامعة هارفرد بالولايات المتحدة الأمريكية، ويعني ذلك توفير منح دراسية للطلاب المتفوقين من مختلف أنحاء العالم للدراسة في جامعة هارفرد وبالأخص طلاب العالم الإسلامي والعربي.
- تم إنشاء قاعة الشيخ عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري بمركز الأبحاث والكبد بجامعة لندن.
- تم إنشاء كرسي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري، للدراسات الإنسانية بجامعة الإمام.
- شارك في معظم رحلات خادم الحرمين الشريفين منذ عُين رئيساً للحرس الوطني سنة 1384هـ إلى مختلف دول العالم.
- شارك في كثير من مؤتمرات القمة الخليجية والعربية والإسلامية والدولية.
- شارك في الكثير من الندوات الفكرية في المملكة وخارجها.
- له مراسلات وعلاقات صداقة مع معظم الشخصيات العالمية والعربية والسياسية والثقافية.
وقد حصل على العديد من شهادات التقدير، ومن بينها شهادة تقدير من جامعة جورجيا الحكومية بالولايات المتحدة الأمريكية كإحدى الشخصيات المشاركة بالدراسة المتعلقة بصانعي القرار الاستراتيجي.
وقد أثرى الشيخ التويجري الساحة الأدبية بالعديد من المؤلفات المتنوعة التي أحدثت حراكاً أدبيا، مما جعل المثقفين يتتبعون ما يصدره بلهف، ويحللون ما يقوله، في تناقل عجيب لا يخلو من إثارة، فشخصية كشخصيته يطول المكوث حولها!!
ومن مؤلفاته المطبوعة:
1 - في أثر المتنبي بين اليمامة والدهناء. القاهرة- المكتب المصري الحديث-الطبعة الأولى عام 1979م.
في أثر المتنبي بين اليمامة والدهناء. بيروت -دار الساقي- الطبعة الثانية عام 2004م.
2 - حتى لا يُصيبنا الدوار (رسائل إلى ولدي). لندن -الدار العالمية -1403=1983م.
3 - منازل الأحلام الجميلة (رسائل إلى ولدي). لندن - الدار العالمية - 1403هـ=1983م.
4 - حاطب ليل ضجر «في جزءين». القاهرة - دار الشروق- 1987م.
5 - أبا العلاء ضجر الركب من عناء الطريق. الرياض - مطبعة الفرزدق- 1410هـ =1990م.
6 - خاطرات أرقني سراها، الرياض - مطبعة الفرزدق- 1411هـ =1991م.
7 - لسراة الليل هتف الصباح (الملك عبدالعزيز دراسة وثائقية) - بيروت - دار الريس، 1997م. وتعددت طباعته ست طبعات.
8 - ذكريات وأحاسيس نامت على عضد الزمن -بيروت- دار الساقي 2000م.
9 - رسائل خفت عليها الضياع - بيروت- دار الساقي 2001م.
10 - عند الصباح حمد القوم السرى (الملك عبدالعزيز دراسة وثائقية) الناشر - بيروت- دار الساقي 2004م
11 - أجهدتني التساؤلات معك أيها التاريخ -بيروت- دار الساقي 2002م.
12 - ركب أدلج في ليل طال صباحه - بيروت - دار الساقي 2006م
13 - الإنسان رسالة وقارئ -بيروت - دار الساقي 2006م
14 - رسائل وما حكته في بيتي -بيروت - دار الساقي 2006م
15 - عزيزي النفط.. ماذا فعلت؟ -بيروت- المركز العربي 2010م
وأكاد أجزم بأن معالي الشيخ عبدالعزيز التويجري قد ترك مجموعة من المؤلفات الكثيرة، والمتنوعة حبيسة الأدراج، والتي لم تر النور للنشر، ولذلك فإني أشد على أيدي أبنائه بأن تخرج هذه الكتب للساحة الأدبية، وفي أسرع وقت، حتى تجعل جسراً ممتداً لعطائه حياً وميتا!!
توفي عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري -يرحمه الله- فجر يوم الأحد 10 يونيو 2007م الموافق 24 جمادى الأولى 1428هـ.
***
المراجع:
- ويكيبيديا الموسوعة الحرة.
- موقع الحرس الوطني.
- منتدى التويجري الرسمي.
مدير عام العلاقات العامة بالأمانة العامة لمجلس الوزراء