لم تعلم العجوز الأردنية (أم محمود) بدخول شهر رمضان هذا العام إلا بعد 7 أيام وبالصدفة من أحد الجيران الذي قدم لها طعاماً قبيل المغرب، عندما زارها في غرفتها التي تعيش بها وحيدة (دون أن تخرج) لتسأله ما هذا؟! فقال لها الجار: إنه فطورك لليوم عشان الصيام، فصرخت العجوز من الحسرة مؤكدة أنها لم تعلم بدخول رمضان، وتجهش بالبكاء لتجتمع حولها (نسوان الحارة) لمواساتها..؟!
القصة التي روتها صحيفة (السوسنة الأردنية) أمس الأول تدمي القلوب على حال ومصير (بعض) كبار السن في مجتمعاتنا العربية، وخير مثال هي الحاجة (أم محمود) التي سافر بعض أبنائها للخارج وتركوها والبعض الآخر يسكن بعيداً عنها بسبب ظروف العمل وأشغال الحياة، فهم لا يزورونها إلا في أوقات متباعدة وهو ما لم يحصل في رمضان..!
طبعاً لأن (مجتمع النشامى) متماسك يعيش فيه الأب والابن والحفيد في منزل واحد كانت معظم التعليقات على الخبر (غاضبة ومشعللة) على طريقة (ولك شو هاظ.. شكل الساعة قربت من هيك أفعال)، ولكن ما لفت نظري هو تعليق (لبنت الأردن) تقول فيه: (ول شو نسيو أنه إليهم أم طيب ما إليها بنات يسألوا عنها، الأولاد بنجرفوا ورا النسوان لكن وين البنات)؟!
نرجو ألا تتكرر هذه الصورة (كثيراً) بيننا، وألا نسمع بمثلها لأنها تكشف منتهى (الأنانية والنكران) التي وصل لها بعض الأبناء والبنات في التعامل مع والديهم، والعقوق الذي نهى عنه الدين والخلق القويم ونخوة الكرام، ليس في رمضان وحده بل في كل زمان..!
أما تهمة (انجراف الرجال) خلف زوجاتهم في الحياة ووضعهن أولاً، فيبدو أنها قاعدة ستتغير حيث أكد (علماء سويديون) مؤخراً أن مقولة إنقاذ النساء والأطفال في حال الغرق أو الحوادث أولاً هي (أسطورة غير صحيحة) فأكثر الناجين في حوادث غرق السفن بين عامي 1852م-2011 م هم رجال تركوا نساءهم خلفهم يواجهون مصيرهم بين 15 ألف ضحية)، طبعاً بعيداً عن خرافة (تايتنك) التي تجاوزت فيها نسبة الناجيات الـ70%..!
وهنا العبرة والدرس بالنسبة للزوجة الذكية، فلو كنتِ في مركب سيغرق، وزوجك (عاق بوالدته) في الأصل، فهل تتوقعين أنه سينقذك مثل (نساء تايتنك)؟!
أم أنك ستنظرين للجهة المقابلة (لأبنائك وبناتك) الذين حتماً سيفعلون لك ما فعله أبيهم (لأمه سابقاً)؟!
عندها ألن تصرخي كما صرخ أهل (حي أم محمود) بأعلى صوتك: يا خسارة على (هيك خلفة)؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com