المدينة المنورة - واس:
تشتهر منطقة المدينة المنورة بأنواع من المأكولات تتميز بها، وتجد إقبالا كبيرا من داخل وخارج المنطقة، ومن بينها «الشُريك» المديني، وهو خبز مصنوع بطريقة معينة يتميز بالطعم اللذيذ وتتفرد به المدينة المنورة حتى ذاع صيته خارجها, ويزيد الإقبال على شرائه خلال شهر رمضان المبارك، حيث تزدحم محلات بيع الشُريك قبل صلاة المغرب ويصطف المشترون بالطوابير لشرائه لأنه المفضل على مائدة الإفطار في رمضان مع الفول وبجانبه «الدقة المدينية» وهي عبارة عن كوكتيل من البهارات المخلوطة ذات النكهة الأخاذة. ويخبز الشُريك على شكل دوائر يرش عليه من الخارج القليل من السمسم الذي يكسبه طعما مميزا ليجد طريقه بعد ذلك إلى الأفران ثم المائدة. ويتحدث العم تركي وهو بائع في أحد أشهر محلات بيع الشُريك في المدينة عن طريقة صنعه فيقول: هناك نوعان من الشُريك المديني؛ الأول وهو العادي المعجون بالماء فقط وهذا النوع الإقبال عليه ضعيف بعض الشيء أما النوع الآخر الذي يكثر عليه الإقبال فهو المصنوع من الحليب والحمص حيث يتميز هذا النوع بوجود حبات من الحمص اللذيذ بداخله. ويضيف لدينا زبائن من داخل وخارج منطقة المدينة المنورة على مدار العام ولكن يكثر الإقبال عليه خلال شهر رمضان الكريم لدرجة أننا نشهد زحاما شديدا قبل صلاة المغرب لأن أهالي المدينة يفضلونه مع الفول على مائدة الإفطار في رمضان, في حين يذهب المواطن خالد سعد إلى القول: لا يمكننا أن نجلس على المائدة الرمضانية دون أن يكون عليها الشُريك والفول والدقة المدينية، فمنذ أكثر من أربعين عاما ونحن على هذه العادة التي لم نتخل عنها في شهر رمضان. ويرى أن لشُريك المدينة مذاقا ورائحة خاصة ارتبطتا بالمدينة المنورة وذكرياتها الرمضانية الجميلة التي نشؤوا عليها سواء أفطروا داخل منازلهم أو في المسجد النبوي الشريف خلال شهر رمضان أو طوال أيام السنة ويشاركه الرأي العم محسن سالم الذي يقول وهو يتطلع إلى الأفق: منذ سنوات عديدة وسفرة الإفطار الرمضانية تحتوي بشكل يومي على خبز الشُريك الذي يلازم الفول في هذا الشهر الفضيل, ومع الزحام الشديد الذي تشهده محلات بيع الشُريك قبيل المغرب إلا أننا نصطف في الطوابير الطويلة للحصول عليه من أجل سفرة الإفطار الرمضانية بل إننا نرسله خلال شهر رمضان بشكل دوري للأقارب الذين يقطنون خارج طيبة الطيبة، لأنهم يحبونه ويطلبونه بشكل مستمر، خاصة ذلك المحشو بحبات الحمص.