لم يَعُد خافيا أنّ المخطط التوسعي الإيراني، يشمل السيطرة على جنوب الجزيرة العربية - كلها -؛ من أجل التمدّد إقليمياً، ودولياً. بل إنّ الدور الإيراني لا يخفي الوجه الطائفي لتحركاته، وهو الأمر الذي أشار إليه تقرير «استخباراتي» يمنى - مؤخراً -، حين أفاد: بأنّ إيران تهدف إلى السيطرة على الساحة السياسية، من خلال إنشاء أحزاب موالية لطهران، وتمويل جماعات، ونخب ثقافية، وسياسية، ومنابر إعلامية؛ للعب دور سياسي، يتبنّى الرؤية الإيرانية تجاه الأحداث في المنطقة.
إنّ التاريخ الماضي، والواقع الحاضر، شاهدان عدلان لا يكذبان. وما يحدث في اليمن، تنفيذ لمخططات إيرانية خارجية، يهدد أمن، واستقرار اليمن، وذلك عندما ضاعفت إيران من وتيرته بصورة عالية، إن في عمليات التجنيد، أو التدريب في أوساط شباب الحراك اليمني، وبعض من التنظيمات السياسية في عدد من المحافظات. بل إنّ الأجهزة الأمنية اليمنية، كشفت - قبل أيام - عن شبكة تجسس، يرأسها قائد سابق في الحرس الثوري الإيراني، وتدير عملياتها التجسسية في اليمن، والقرن الأفريقي، تستهدف زعزعة أمن، واستقرار اليمن.
تسعى إيران إلى السيطرة على منفذ بحري يمني، أو على جزر يمنية باسم الاستثمار؛ ليكون لها موقع قدم إستراتيجي خطير على مدخل البحر الأحمر، وباب المندب، وخليج عدن، - بالإضافة - إلى خلق حدود مميّزة مع دول الجوار الخليجي؛ لتكون المركز الإقليمي للشرق الأوسط، ولإضعاف الدول الكبرى؛ حتى يسهل لها تحقيق أهدافها، من خلال جرّ اليمن إلى العنف، والفوضى، والتقسيم، عندها - فقط - ستكون اليمن قادرة على نقل الكم المتراكم الثقيل إلى دول الجوار.
على أي حال، فإن كل مشروع سيطرح مستقبلاً، كالفيدرالية، أو القبول بالحكم المحلي في إطار الجمهورية اليمنية، هو تفريط باليمن، وبحقوق شعبه، وحريته، واستقلاله. وقراءة ما بين السطور تؤكد، أنّ مصلحة الوطن فوق كل شعار، مهما اختلفت الرؤى، والأفكار، أو تشعبت الطرق، والوسائل، فاليمن يمر بمرحلة أخطر من مرحلة «حرب الوحدة»، وذلك في عام 1974م، إذ إن تحالف شيعة اليمن مع الحزب الاشتراكي الجنوبي، دليل قاطع على قذارة مخطط طهران في تقسيم اليمن، وإضعافه.
إن التعاطي بجدية عالية مع توسع النفوذ الإيراني في اليمن، ومواجهته بالوسائل الممكنة، والوقوف بكل الممكن في وجه المخطط الفارسي، والعمل بوتيرة متسارعة؛ للتصدي للدور الإيراني في اليمن، وما بعد اليمن، - إضافة - إلى إيقاف حالة الاستقطاب، التي تتم لشرائح متعددة في الساحة اليمنية، هو ما جعل دول مجلس التعاون الخليجي، تعلن دعمها الكامل لليمن بعد إعلانه تفكيك شبكة تجسس إيرانية، وتؤيده في كل الخطوات، والجهود التي تبذلها؛ لتعزيز الأمن، والاستقرار في اليمن، والحفاظ على سيادته، ووحدته، واستقلاله.
drsasq@gmail.com